فوالله ما كنت لأجالس الشيطان يا أبا بكر» . قال ابن زيد:{وَإِمَّا يَنزغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نزغٌ} قال: هذا الغضب. وقال السدي: وسوسة وحديث النفس ... {فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ َمن الشيطان الرجيم} .
قال ابن كثير: لما كان الشمس والقمر أحسن الأجرام المشاهدة في العالم العلويّ والسفليّ، نبّه تعالى على أنهما مخلوقان عبدان من عبيده، تحت قهره وتسخيره، فقال:{لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} ، أي: ولا تشركوا به فما تنفعكم عبادتكم له مع عبادتكم لغيره، فإنه لا يغفر أن يشرك به؛ ولهذا قال تعالى:{فَإِنِ
اسْتَكْبَرُوا} أي: عن إفراد العبادة له وأبوا إلا أن يشركوا معه غيره ... {فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ} يعني: الملائكة {يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ} .
وعن قتادة قوله:{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً} أي: غبراء متهشمة. {فَإِذَا أَنزلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ} ، يعرف الغيث في صحتها وربوها وقال مجاهد:{اهتزت} : بالنبات {وَرَبَتْ} ، يقول: انتفخت. {إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى} قال السدي: كما يحيي الأرض بالمطر كذلك يحيي الموتى بالماء يوم القيامة بين النفختين {إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} .