قال ابن زيد في قوله:{إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا} قال: هؤلاء أهل الشرك، وقال: الإلحاد: الكفر، والشرك. وقال ابن عباس: هو أن يوضع الكلام على غير موضعه. {أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ} . قال ابن كثير: أي: أيستوي هذا وهذا؟ {لا يستويان} .
ثم قال عز وجل للكفرة:{اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} . عن قتادة قوله:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءهُمْ} ، كفروا بالقرآن، {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ} ، يقول: أعزه الله لأنه كلامه، وحفظه من الباطل، {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ} ، الباطل: إبليس، لا يستطيع أن ينقص منه حقًا ولا يزيد فيه باطلاً. وقال ابن كثير: أي: ليس للبطلان إليه سبيل، لأنه منزل من رب العالمين، ولهذا قال:{تَنزيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} . وعن قتادة:{مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ} ، يعزي نبيه - صلى الله عليه وسلم - كما تسمعون، يقول:{كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ} . {إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ} .