عن معمر قال: تلا الحسن: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} ، قال: هذا حبيب الله، هذا ولي الله، هذا صفوة الله، هذا خيرة الله، هذا أحب الخلق إلى الله، أجاب الله في دعوته، ودعا الناس إلى ما أجاب الله فيه من دعوته، وعمل صالحًا في إجابته وقال: إنني من المسلمين، فهذا خليفة الله.
وقوله تعالى:{وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} ، قال ابن عباس: أمر الله المؤمنين بالصبر عند الغضب، والحلم والعفو عند الإساءة، فإذا فعلوا ذلك عصمهم الله من الشيطان وخضع لهم عدوهم، {كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} ، قال قتادة: كأنه وليّ قريب.
وعن ابن عباس قوله:{وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} ، يقول: الذين أعد الله لهم الجنة. قال قتادة: ذكر لنا أن أبا بكر رضي الله عنه شتمه رجل ونبيّ الله - صلى الله عليه وسلم - شاهد، فعفا عنه ساعة، ثم إن
أبا بكر جاش به الغضب، فردّ عليه، فقام النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فاتبعه أبو بكر فقال: يا رسول الله شتمني الرجل، فعفوت وصفحت وأنت قاعد، فلما أخذت أنتصر قمت يا نبيّ الله؟ فقال نبيّ الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنه كان يرد عنك ملك من الملائكة، فلما قربت تنتصر ذهب الملك وجاء الشيطان،