وإنما سمي القتال، لأنه كان يزور امرأة من رهطه، وقال له أخوها يوماً: لئن وجدتك عندها بعد اليوم لأقتلنك، فجاء بعد أيام، فوجده عندها، فأخذ السيف، وخرج القتال هارباً، وأخوها يتبعه، والقتال يناشده الله، ويذكره بحق الرحم، وهو يأبى إلا اتباعه، والقتال لا سلاح معه، فمر ببعض البيوت فوجد رمحاً مركوزاً، فأخذه، وانصرف إليه، وقتله، وتنادى الناس فخرجوا من البيوت وراءه وهو هارب، فمر ببنت ابن عم له، يقال لها: زينب، وهي نخضب بالحناء.
فقال لها: أدخليني وراء الستر واعطيني قناعك.
ففعلت، وتقنع وجعل يختصب بالحناء، فبلغ القوم إلى بيت زينب، فانقطع لهم عنده الأثر.
فقالوا له، وهم يظنون أنه زينب: أين هذا الخبيث؟ فأخفى وجهه وأشار بيده، هكذا نهض، فساروا على ذلك الطريق، فلما غابوا، خرج عن الخباء، واخذ طريقاً آخر، حتى أتى عماية، وهو جبل عظيم فيه كهوف كثيرة، فإذا دخل فيها الرجل لم يعلم له موضع، فتحصن فيه.
فاعلم مروان بن الحكم بذلك، فوجه إليه يومئذ، فأبى من الإقبال إليه، وقال في ذلك: