هذا حديث حسن، فيه بيان لما كان يعرض لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الأمور التي فيها لفت نظر إلى أن امرا ما يعدّ له -صلى الله عليه وسلم- وفي ذلك طمأنة له كيما يتلقى الأحداث فيما بعد في تدرج وقبول، فكون الحجر يسلم عليه قبل أن يبعث -صلى الله عليه وسلم-، وفي ذلك المجتمع الجاهلي، الذي تُعبد فيه أصنام مصنوعة، لا تنطق ولا تنفع ولا تضر، لا بد أن يكون من وراء ذلك شأن عظيم، فقد أنطق الله تعالى ذلك الحجر، تمييزا لمحمد وتهيئة له، فأخبر بذلك نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- بعد البعثة ليعلم أصحابه والأمة كلها أنه الصادق الأمين صلوات ربي وسلامه عليه.
ما يستفاد:
* بيان المزيد من العانية الربانية بنبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-.
* أن الإعداد المبكر من أساليب التربية الصحيحة الناجحة.
* جواز التحدث بنعمة الله تعالى، وليس ذلك من قبيل مدح النفس، وإن كان حقا لنبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- لو مدح نفسه، فهو المصطفي المختار، سيد الأولين والآخرين، أعلم الله بنبوته ورسالته وفضله -صلى الله عليه وسلم- كل أحد في السماوات والأرض إلا من كتب له الشقاء من الإنس والجن.