للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّدٌ: " انْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَ هَذَا الْحَدِيثَ، فَإِنَّمَا هُوَ دِينُكُمْ " (١).

رجال السند:

أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، هو ابن يونس إمام ثقة تقدم قريبا، وزَائِدَةُ، هو ابن قدامة إمام ثقة تقدم قريبا، وهِشَامٌ، هو ابن حسان إمام ثقة تقدم، والْحَسَنُ، هو البصري، من لا يعرفه رحمه الله تقدم.

الشرح:

هذا من بركة وتأثير علم الكتاب والسنة، ظهور التواضع والخشية والأمانة، وقد رأيت هذا عيانا وأنا عميد كلية الحديث في الجامعة الإسلامية، عام ١٤٠٥ هـ وما بعده، فقد كان طلاب كلية الحديث في الجملة أكثر علما وتواضعا وأمانة وتأثرا بما يدرسون، وقد كنا مرة في الاختبارات النهائية للمراحل الأربع وزارنا مدير الجامعة الدكتور عبد الله العبيد الله يحسن ختامنا وختامه متفقدا قاعات الاختبار، فلما انتهى من الزيارة قال لي لقد رأيت عجبا من طلاب الكلية، هدوء والتزام بالنظام عجيب، وأعتقد أننا لو أعطيناهم الأسئلة بدون من يراقب عليهم لما حاول أحد أن يسأل من بجواره عن شيء إطلاقا، فقلت: لا تعجب فهذا أثر الحديث، وكان بعض أعضا هيئة التدريس يصعب عليهم التدريس في كلية الحديث، لكثرة ما يصحح الطلاب لهم من أخطاء ولا سيما في أسانيد الروايات، ولا زالت كلية الحديث متميزة عن غيرها إلى هذا العام ١٤٣٩ هـ، وإن قل التأثر عن السابقين كثيرا.

أما قول أبي محمد الدارمي:

«انْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَ هَذَا الْحَدِيثَ، فَإِنَّمَا هُوَ دِينُكُمْ»، فهو مقتبس من مقولة محمد بن سيرين رحمه الله: " إن هذا العلم دين. فانظروا عمن تأخذون دينكم" (٢).

وقال مالك بن أنس رحمه الله: " إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم، لقد أدركت سبعين ممن يقول: قال رسول -صلى الله عليه وسلم- عند هذه الأساطين، وأشار إلى مسجد رسول


(١) هو بالإسناد السابق.
(٢) الثقات للعجلي ط الباز ١/ ٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>