للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يجاوز حناجرهم، يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية، يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان، لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد " (١) ومنهم غلاة الصوفية الذين أوجدوا حلق الذكر البدعي، لإغواء العامة من الناس وصدهم عن العلم الصحيح، ومنهم الرافضة الذين لا يقولون بدلائل القرآن الصحيحة، ويؤولونه لموافقة أهوائهم وضلالاتهم، ومن ذكر هم المفرقون لجماعة المسلمين، وضرب وحدتهم على كتاب الله -عز وجل-، وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومنهم الأحزاب اليوم والجماعات التي تزعم أنها على الحق دون سواها، وتصنيف أهل العلم لمجرد التبعية ومقت من ينتمي لغيرهم.

قوله: «يُخَالِفُ عَمَلُهُمْ عِلْمَهُمْ، وَتُخَالِفُ سَرِيرَتُهُمْ عَلَانِيَتَهُمْ».

من ذكرنا آنفا يشملهم هذا القول، فكثيرون في هذا الزمان من يخالف عملُهم علمَهم.

قوله: «يَجْلِسُونَ حِلَقاً فَيُبَاهِي بَعْضُهُمْ بَعْضاً، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَغْضَبُ عَلَى جَلِيسِهِ أَنْ يَجْلِسَ إِلَى غَيْرِهِ وَيَدَعَهُ».

خذ مثالا اليوم وعلى مدار التاريخ أحوال المذاهب والفرق الضالة، وقد استحلوا السيف لقتل بعضهم، وما هو قائم في هذا الزمان شاهد يصرخ بكثر أهل الزيغ والضلال، وهذا من حزبنا وذاك ليس من حزبنا أو جماعتنا، فأينهم من قول الله -عز وجل-: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} (٢)، وقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في خطبة عرفة: «تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به، كتاب الله» (٣)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: «إني قد تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما: كتاب الله وسنتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض» (٤)، وفي هذا إشارة إلى تلازم الكتاب والسنة وعدم افتراق العمل بهما إلى يوم القيامة، ومن فرق بين الكتاب والسنة فهو زنديق، وسيلقى الله -عز وجل- بمحاربته -جل جلاله- ومحاربة رسوله -صلى الله عليه وسلم-.

وبالمناسبة

كانت لي رحلة إلى جدة برفقة أخي وصديقي الشيخ محمد أيوب رحمه الله، فلما قرب


(١) البخاري حديث (٣٣٤٤) مسلم حديث (١٠٦٤).
(٢) من الآية (١٠٣) من سورة آل عمران.
(٣) مسلم حديث (١٢١٨).
(٤) المستدرك حديث (٣١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>