للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الدارمي رحمه الله تعالى:

٣٧٦ - (٣) أَخْبَرَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا هِشَامٌ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: " الْعِلْمُ عِلْمَانِ: فَعِلْمٌ فِي الْقَلْبِ فَذَلِكَ الْعِلْمُ النَّافِعُ، وَعِلْمٌ عَلَى اللِّسَانِ فَذَلِكَ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَى ابْنِ آدَمَ " (١).

رجال السند:

مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، هو الحنظلي أبو السكن الخراساني، إمام ثقة مأمون، وهِشَامٌ، هو ابن حسان، والْحَسَنُ، هو البصري هما إمامان ثقتان تقدما.

الشرح:

المراد أن العلم الكائن في القلب هو ما قصد به وجه الله -عز وجل- والدار الآخرة، فهو النافع لصاحبه في الدنيا؛ لأنه يؤجر على العمل به وتعليمه، ويستمر أجر العلم لصاحبه بعد الموت فلا ينقطع قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، وعلم ينتفع به، وولد صالح يدعو له» (٢)، وقد قال الله -عز وجل-: {إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا} (٣). وأما العلم الذي يكون حجة على صاحبه؛ لأنه تعلم لطلب الدنيا ومن ذلك السمعة والجاه، أو كان من الأئمة المضلين أصحاب البدع المجافين للكتاب والسنة، فإنه يوم القيامة يسأل عن علمه، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه» (٤).

قال الدارمي رحمه الله تعالى: ٣٧٧ - (٤) أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ النبي -صلى الله عليه وسلم-:

مِثْلَ ذَلِكَ (٥).

رجال السند: عَاصِمُ بْنُ يُوسُفَ، هو اليربوعي لابأس به تقدم، وفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ، هو التميمي إمام ثقة قدوة، وهِشَامٌ، هو ابن حسان إمام ثقة تقدم، والْحَسَنُ، هو البصري. وانظر السابق.


(١) رجاله ثقات، وانظر: القطوف رقم (٢٦٢/ ٣٦٩).
(٢) الترمذي حديث (١٣٧٦).
(٣) من الآية (٣٠) من سورة الكهف.
(٤) الترمذي حديث (٢٤١٧).
(٥) رجاله ثقات، وانظر: القطوف رقم (٢٦٣/ ٣٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>