للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وهذه فرصة العدو الأكبر الشيطان، فربما نزغ في قلوب القائلين لإثارة الفتنة بين أصحاب رسول الله -رضي الله عنهم-، يؤيد هذا قول عمر -رضي الله عنه- سمع الآية من أبي بكر -رضي الله عنه-: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} (١)، وقوله: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} (٢)، أو إنها لفي كتاب الله ما شعرت أنها في كتاب الله (٣).

قوله: «فقام العباس فقال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد مات وإنه لبشر، وإنه يأسَن (٤)، كما يأسن البشر، أي قوم فادفنوا صاحبكم».

العباس -رضي الله عنه- عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أكد موت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأمر بدفن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مؤيدا قول أبي بكر -رضي الله عنه-، وبين أنه في هذا الحدث كغيره من البشر، ففضله ونبوته والرسالة التي كلف بها وأداها -صلى الله عليه وسلم- لا يمنعه ذلك كله من الموت واللحاق بالرفيق الأعلى، ثم أكد بشرية الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن جثته تتغير بعد الموت، كغيره من الناس سواء بسواء، هذا في حال البقاء في الدنيا وقتا لم يدفن، أما كونه لا يتغير بعد دفنه، فقد حدث لجابر -رضي الله عنه- لما أجرى معاوية -رضي الله عنه- العين فمرت على شهداء أحد، فأخرجهم طرايا تنثني أطرافهم، وجدوا والد جابر رضي الله عنهما ويده على جرحه، فأميطت يده عن جرحه، فانبعث الدم،


(١) الآية (٣) من سورة الزمر.
(٢) الآية (١٤٤) من سورة آل عمران.
(٣) أحمد حديث (٢٥٨٤١).
(٤) أي تتغير رائحته. انظر (الصحاح ١/ ٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>