للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

يا طولها من ليلة وعنائها … * * * … على أنها من بلدة الكفر نجت (١).

قوله: «هم أرق أفئدة».

المراد أن قلوبهم ذات خشية، واستكانة اللحق، تقبل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولذلك أقبلوا -رضي الله عنهم- من ديارهم سيرا إلى خيبر لملاقاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والانضواء تحت لوائه.

وانظر قول ابن بطوطة عن غامد وزهران وهم من أهل اليمن في ذلك الوقت فذكر بعض صفات قبائل بني مالك" بجيلة "، وزهران، وغامد، وهو شاهد عيان، فقال: وبلاد السروات التي يسكنها بجيلة، وزهران، وغامد، وسواهم من القبائل مُخْصِبة، كثيرة الأعناب، وافرة الغلات، وأهلها فصحاء الألسن، لهم صدق نية، وحسن اعتقاد، وهم إذا طافوا بالكعبة يتطارحون عليها، لائذين بجوارها، متعلقين بأستارها، داعين بأدعية تتصدع لرقتها القلوب، وتدمع العيون الجامدة، فترى الناس حولهم باسطي أيديهم، مؤمنين على أدعيتهم، ولا يتمكن لغيرهم الطواف معهم، ولا استلام الحجر لتزاحمهم على ذلك، وهم شجعان أنجاد.

فهذا يشير إلى مجيء أهل اليمن، والتحاقهم برسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومن معه من المهاجرين والأنصار -رضي الله عنهم-، ثم جاء النصر والفتح بعد ذلك، ونقول لمن يعمم قوله -صلى الله عليه وسلم-: «الإيمان يمان» على كل من سكن اليمن أن التعميم خطأ؛ لأن


(١) انظر: المصباح المضي في كتاب النبي الأمي ورسله إلى ملوك الأرض من عربي وعجمي (١/ ٢٢٧) والمنتظم في تاريخ الملوك والأمم (٣/ ٣٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>