فيخبرهم بأنه محمد -صلى الله عليه وسلم-، فيفتحون له الباب فيدخل -صلى الله عليه وسلم-، ويرى رب العزة والجلال في استقباله -جل جلاله-، فيبادر -صلى الله عليه وسلم- بالسجود تقديسا وتعظيما للجبار سبحانه، فيأمره ربه بأن يرفع رأسه، ويقول ما شاء ليُجب فيه -صلى الله عليه وسلم-، ولكون الشفاعة للأمة من أسنى المطالب لنبينا -صلى الله عليه وسلم-، فيبادر بالنهوض قائلا: أمتي أمتي يا رب، وهنا يتجلى التكريم لنبينا وأمته فيقول رب العزة والجلال:«اذهب إلى أمتك فمن وجدت في قلبه مثقال حبة من شعير من الإيمان فأدخله الجنة، فأذهب فمن وجدت في قلبه مثقال ذلك أدخلتهم الجنة»] (١)، وبعد الفراغ من حساب الناس، ودخل من بقي من الأمة النار مع أهلها من الكفار، فيقول أهل النار: ما أغنى عنكم أنكم كنتم تعبدون الله لا تشركون به شيئا؟.
فيقول الجبار:«فبعزتي لأعتقهم من النار» فيرسل إليه فيخرجون من النار وقد احترقت جلودهم فيدخلون في نهر الحياة فينبتون فيه كما تنبت الحبة في غثاء السيل، ويكتب بين أعينهم: هؤلاء عتقاء الله، فيذهب بهم فيدخلون الجنة، فيقول لهم أهل الجنة: هؤلاء الجهنميون فيقول الجبار: «بل هؤلاء عتقاء الجبار».
اللهم أجرنا من النار، وأدخلنا الجنة بغير حساب، ولا عذاب.
ما يستفاد:
* من الزيادة على ما تقدم بيان إجلال الملائكة لنبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-.
* بيان أنه -صلى الله عليه وسلم- أول من يدخل الجنة من بني آدم -عليه السلام-.