للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من السرور لأنَّ صاحبها يُسَرُّ بها، أو من السِّرِّ لأنَّ صاحبها يُسِرُّ أمرها عن حُرَّتِه١ وربَّة منزله. ومن جعل سُرِّيَّة "فُعيِّلة"٢ من سَراة الشيء –وهو أعلاه- كانت اللام من "تَسَرَّيتُ" واوًا أُبدلت ياء، لوقوعها خامسة؛ لأنَّ السَّراة٣ من الواو بدليل قولهم في جمعه: سَرَوات. قال٤:

وأَصبَحَ مُبيَضُّ الصَّقِيعِ كأنَّهُ ... علَى سَرَواتِ البَيتِ,٥ قُطنٌ مُنَدَّفُ

والذي ينبغي أن يُحمل عليه سُرِّيَّة أنه "فُعلِيَّةٌ" من السِّرِّ، أو من السُّرور. فقد دفع أبو الحسن اشتقاقَها من سَراة الشيء -وهو أعلاه- بأن قال: إنَّ الموضع الذي تُؤتَى٦ منه المرأة ليس أَعلاها وسَراتها. وهذا الدفع صحيح، واشتقاقه من السِّرِّ أو السرور واضح, فلذلك كان أَولى.

فهذا جميع ما أُبدلت فيه الياء من الراء.

وأُبدلت من النون على اللزوم٧، في دِينار. أصلُهُ "دِنّارٌ" فأُبدلت الياء من النون الأُولى هروبًا من ثِقل التضعيف، بدليل قولهم: دنَانيرُ في الجميع٨ ودُنَِنيرٌ في التحقير.

وأُبدلت أيضًا من نُون إنسان الأُولى٩، على غير اللزوم١٠، فقالوا: إِيسانٌ١١. قال عامر بن جُؤين١٢:

فيا لَيتَني, مِن بَعدِ ما طافَ أَهلُها ... هَلَكتُ, ولَم أَسمَعْ بِها صَوتَ إِيسانِ


١ م: حرمته.
٢ ف: فعليّة.
٣ م: السرواة.
٤ الفرزدق. ديوانه ص٥٥٩.
٥ كذا، والمشهور: "النّيبِ". والنيب: جمع ناب، وهي الناقة المسنة.
٦ ف: يؤتى.
٧ شرح الشافية ٣: ٢١١ والكتاب ٢: ٣١٣.
٨ م: في الجمع دنانير.
٩ ف: الأول.
١٠ م: على غير لزوم.
١١ وهذه لغة طيئ. انظر الإبدال ٢: ٤٦١ واللسان "أنس".
١٢ م: "عامر بن جوي". والبيت في سر الصناعة ص٧٥٧ والمحتسب ٢: ٢٠٣ والمقرب ٢: ١٧١ واللسان "أنس" والتاج "أيس".

<<  <   >  >>