"لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد".
يحذِّر ما صنعوا، ولولا ذلك أُبرز قبره، غير أنه خشي أن يتخذ مسجداً. أخرجاه.
ــ
الشرك، فلو وقع في الكبائر، ولو وقع في الزنا، ووقع في الربا، ووقع في المحرمات التي دون الشرك، فإنه يُرجى له المغفرة، وإن عذب بذنوبه فإنه لا يخلد في النار وهو مؤمن موحد، حكمه حكم المؤمنين، ولابد له من دخول الجنة بتوحيده وإيمانه، وإن كان ضعيفاً، أما إذا كان عنده شرك أكبر، فهذا لا فائدة في أعماله، لو ترك المحرمات كلها، وأدى الواجبات كلها ولم يتجنب الشرك، فإنه لا فائدة في أعماله كلها.
فكيف إذاً نهتم بجوانب فرعية، أو جوانب جزئية، ونترك هذا الأمر الخطير يعجّ في جسم الأمة الإسلامية، ولا نحذّر منه، ولا ندعوا إلى تركه، ولا نسعى في إزالته عن الأمة؟؟ بحجة أننا نريد أن نجمع الأمة كما يقولون.
هذا هو صميم الدعوة، هذا هو الذي جاءت الرسل من أولهم إلى آخرهم للتحذير منه، كل رسول يقول لقومه:{وَاعْبُدُوا اللهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً} ، لان العبادة لا تنفع مع وجود الشرك، فهذا أمر عظيم.
قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"لعنة الله على اليهود والنصارى" اللعنة هي: الطرد والإبعاد من رحمة الله.
واليهود: الأمة المغضوب عليها، والنصارى: الأمة الضالة.
{غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} المغضوب عليهم: اليهود، ومن اقتدى بهم من هذه الأمة، ممن علم ولم يعمل بعلمه، والضالون هم: النصارى الذين يعبدون الله على غير علم، بل بالبدع والمحدثاث والخرافات من النصارى وكل من اقتدى بهم.
"اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" يعني: أمكنة للعبادة يصلون عندها، يدعون الله عندها، ظنًّا منهم أن العبادة عند القبور أفضل من العبادة في الأمكنة الأخرى، مع أن العبادة عند القبور لا تجوز، لأنها وسيلة إلى الشرك.
قالت عائشة رضي الله عنها:"يحذّر ما صنعوا" أي: أن الذي حمل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على أن
يقول هذه الكلمة في هذه الحالة الحرِجة: أنه يحذّر أمته مما صنع اليهود والنصارى،