وجاء في هذه الرسالة أن فتنة وقعت في سنة ١١٣٤ هـ بالمدينة وكان شيخ الحرم أيوب أغا (من الأغوات) عرفت هذه الفتنة عند أهل المدينة باسم "قصة العهد"، وأورد قصيدة للسيد جعفر البيتى جاء فيها:
فَجَرَت هنالك صيحة يرقى إلى … أفق السماء حجاجها بل يعتلي
وطغت لجم بعد ذلك عصبة الـ … أغوات مع أتباعهم والجُهَّل
أقول: والفتنة التي وقعت في سنة ١١٣٤ هـ كان من نتائجها الحكم على السيد عبد الكريم البرزنجي بالقتل وقتل في جدة وألقيت جثته في محلة المكلام وسميت المحلة المظلوم نتيجة لهذه الحادثة.
ولم أجد هذه القصيدة بالديوان المخطوط، مما يدل على أن هذه النسخة الموجودة بمكتبة عارف حكمت لا تضم جميع قصائد الديوان، يؤيد هذا الرأي ما ذكره الأستاذ عبد القدوس الأنصاري - رحمه الله - أن هناك نسخة أخرى لديوان السيد جعفر البيتي بجاوة، وأن هذه النسخة أضخم بكثير من هذه النسخة الثانية، ذكر هذا الأستاذ عبد القدوس رواية عن أحد أقطاب الحركة الأدبية من الشباب الحضرميين (٢٧٧).
وفي الديوان قصيدة تصف حالة الأمن في طريق المدينة وقد نظمها الشاعر على لسان بعض الزائرين فقال:
وكتبت على لسان بعض السادة العلويين، القاطنين بجدة، وهو يومئذ بالمدينة المنورة زائرًا أيام المعراج وقد أدرك في طريقه إليها متاعب وعوائق من الأعراب المحاصرين للمدينة المنورة في هذا التاريخ وهو سنة ١١٥١ هـ إلى باش بازجي إبراهيم عبد الوهاب بخبره بما قاساه في طريقه
(٢٧٧) انظر: البحث المنشور عن جعفر البيتي في "مجلة المنهل".