للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحرم إن لم يخرج أهل القلعة، فعرف شيخ الحرم ذلك، فأرسل إلى هزاع شيخُ قبيلة حرب، واستماله بالمال، ليرد عنه المدد الذي أرسله الشريف مسعود لأمير المدينة، فجمع هزاع من قدر عليه، وهجم على الذين أرسلهم أمير مكة في رابغ، فقتل منهم من قتل، وهرب الباقون، واستدعى شيخ الحرم وهو عبد الرحمن أغا مشايخ حرب، ومنهم هزاع وعيد، ومكَّنهم من المدينة فأخربوها ونهبوها، وجلا أكثر الناس إلى المناخة، واستمر الحال على ذلك إلى شهر رجب سنة ١١٥٦ هـ، فأرسل الشريف مسعود وسعى في الصلح بينهم ظاهرًا، وكان مباطنًا لأهل القلعة، فتمت بينهم الهدنة إلى أن وصل الحاج الشامي إلى المدينة ومعه فرمان بعزل عبد الرحمن أغا شيخ الحرم، ونصّب عبد الرحمن أغا الصغير.

ثم تورد الرسالة قصيدة البيتي المذكورة آنفا (٢٧٦).

والمتأمل في النص الذي أوردته الرسالة يراه اختصارًا لما فصَّله البيتي في قصيدته الطويلة العصماء، وإذا كان من تعليق على ما ورد في الرسالة فهو أن مؤلف الرسالة ذكر في نهاية النص أن الشريف مسعود كان مباطنًا لأهل القلعة، ويمكن تفسير ذلك بأن الشريف مسعود ربما مال لأهل القلعة بعد انقلابهم على شيخ الحرم كما أوردته قصيدة البيتي، والله أعلم.


(٢٧٦) مجلة العرب (ج ٧، ٨) محرم وصف ١٤٠٦ هـ: ص ٤٤١ - ٤٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>