للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وشكر الناس إلى قاضي الشرع فأرسل إليهم يخطرهم بالحضور لسماع الدعوى المقامة عليهم، ولكن إجابتهم على رسالة القاضي كانت الإمعان في الرمي بالرصاص والإصرار على الحرب، وثارت الحرب بين الفريقين مرة أخرى واستمرت ستين يوما:

وقامت الحرب فيهم ترتمي شررًا … ستين أخرى يد الأعراب تذكيها

وامتدت الحال بالبلوى إلى رجب … ومنتهى صفر قد كان باديها

وأراد شريف مكة الأمير مسعود إنقاذ المدينة فسيَّر إليها الجنود لتلافي الفتنة ولكن الأغا استنصر بهزاع شيخ قبيلة حرب فجاء هزاع بجنوده من البدو فردَّ جيش الشريف، وقد أوردنا الشواهد من القصيدة عن ذلك سابقًا وتمخضت الأمور بانتهاب المدينة وإباحتها للبدو وإحراقها:

أباحها البدو نهبًا ثم أحرقها … وراح يشقى بها حقًّا ويُشقيها

أباحها وهو يرجو من حماقته … ثواب أصحاب بدر في مغازيها

ثم اتفقوا على هدنة للحجِّ فارتدَّ هزاع عن المدينة إلى البادية، ثم يتطرق الشاعر إلى الحال البائسة الحزينة التي صارت إليها مدينة الرسول صلوات الله وسلامه عليه فيقول:

مَنْ للمدينة إن غُصَّت بريقتها … ومن يجيب نداها من يلبيها؟

ويشبِّه ما وقع في المدينة من الكوارث بما وقع لبغداد وحلب على أيدي التتار، وما وقع في القدس على يد بُخْتَنَصَّر:

عادت لنا سيرة التيمور في حَلَبٍ … أيام صبيانها شابت نواصيها

ويومُه وهو في بغداد يهتكها … ويوم جنكيز بالتتار يرميها

وبُخْتَصَّر من قبل الذي ذكروا … في مصر والقدس تقريبًا وتشبيها

<<  <  ج: ص:  >  >>