للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاجأ الأغا المدينة بالرمي بالبنادق فلما سئل ما الأمر؟ طالب بإخراج ستة أشخاص يطلبهم ولي الأمر، وأنذر الناس بالقتال إن لم يخرجونهم إليه، وتعهد أن لا يؤذي أحدا إذا ما سلم إليه هؤلاء الرجال يقول البيتي:

فكان ذلك عام الحزن إذ خرجوا … ظلمًا على الناس تبكيهم بواكيها

ولم يكتف الأغا وجماعته بهذا:

فكتبوا حجة تحوي فسادهمو … تضمنت كل زور في معانيها

وأكدوها بأمهار من الفقها … شهود حوأب لا درَّت مساعيها

وعرَّفوا الدولة العليا بما صنعوا … كي يسعدوها بفرمان يقويها

كتب الأغا وجماعته عريضة مزورة ضد هؤلاء الرجال الستة الذين ناصبوا الأغا العداء، وختم عليها الفقهاء بأمهارهم شهادة زور، وأرسلوها إلى الآستانة لاستصدار فرمان بمعاقبة خصوم الأغا:

ومرَّت السنة الشهبا وحاكمنا … يجني على الناس طَرْدًا أو يجنِّيها

أيدي سبا مزقتهم في البلاد يدي … دنياه وهْي من إحدى دواهيها

وخشي الناس صولة الأغا فهاجروا من المدينة وتركوها وتفرقوا في البلاد:

وجاء فرمانهم طبقًا لموجب ما … أنهوا وأنفسهم تمت أمانيها

والذنب والله حقًّا ذنب من شهدت … شهادة الزور تخفيها وتبديها

وجاء الفرمان المطلوب من الآستانة حسبما رسم الأغا فقد أثرت الشهادات المزورة من الفقهاء تأثيرها وهؤلاء الفقهاء هم:

عصابة خلقت للغش والتزمت … باب الولاة بظلم الناس تفتيها

<<  <  ج: ص:  >  >>