للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذه الأبيات تدلُّ على أنه لما طالتْ معاناة أهل المدينة أرسل إليهم الشريف مسعود أمير مكة المكرمة جيشًا لإنقاذهم ولكن الحاكم التركي عبد الرحمن أغا استنصر بهزاع شيخ قبيلة حرب، فصد هزاع جيش أمير مكة فأبقى نصف جيشه عند الأغا، واحتفظ بالنصف الباقي من جيش البدو، ثم انتهى الأمر بانتصار الأغا بمعونة شيخ قبيلة حرب وأتباعه من البدو، حتى انتهى الأمر بإباحة المدينة للبدو:

أباحها البدو نهبًا ثم أحرقها … وراح يشقي بها حقًّا ويشقيها

والقصيدة تصور الأحداث في تسلسلها من البداية يقول البيتي:

وأصله في الأغا مال الغلال أتى … عثمان لك به للناس يوفيها

فضمه منه سرًّا ثم أنكره على … الرعية يقصيها ويلويها

ويفهم من هذا أن عثمان بك أحضر إلى المدينة الغلال التي توزع على أهلها فاستأثر بها الأغا لنفسه وأنكر عليهم حقهم فيها، ولم يكتف بهذا بل كاد لأهل المدينة هو وعصابته التي اجتمعت في القلعة:

ورتبوا صحفًا تُقرا بقلعتهم … ليلًا وجاء العدو في زيِّ قاريها

ثم يقول:

وحملوا فئة أخرى بنادقهم … وسط التيازير تخفيها وتطويها

وأصبحوا غلَّقوا الأبواب ثم رموا … بنادق البغي تهوي من مراميها

فقيل ما الأمر قالوا نشتكي ضررًا … من ستَّةٍ ووليُّ الأمر يبغيها

إما القتال وإما تخرجونهموا … وذلك القدر يكفيكم ويكفيها

ثم البقية أيضا بعد من ذكروا … نعاهد الله أنّا ليس نؤذيها

<<  <  ج: ص:  >  >>