للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والنفس لا تستوي من جاء يقتلها … وآخرٌ قام يحميها ويحييها

مشاهدٌ صالحوا الأروام تشهدها … لنا وإن سئلت عنها تؤديها

فهمُ وحكام مولانا الشريف لَهُمْ … أعمال بِرٍّ عسى المولى يزكِّيها

كلهم بذلوا في حال غيبتكم … أرواحهم دونها واستقتلوا فيها

هم المحامون دون الدار لا فئة … نماك حرام وتكفيها مخازيها (٢٧٣)

جرى القضا عرفت أصحابها سَقَرٌ … وجنة الخلد قد باءت بأهليها

نام الخلي عنك والمحزون خاطره … بكى على الدار لما غاب حاميها (٢٧٤)

هذه القصيدة الملحمة التي بلغت عدة أبياتها مائة وأربعا وستين بيتا تقدم لنا بعد أكثر من مائتين وخمسين عامًا صورة وصفية كاملة ومفصلة للأحداث التي روعت المدينة المنورة وسكانها في سنة ١١٥٥ هـ.

ولم أجد ذكرًا لهذه الفتنة في تواريخ مكة المكرمة بالرغم من أن القصيدة تذكر أن أمير مكة الشريف مسعود أرسل جيشا لإنقاذ المدينة يقول البيتي:

فسار من عند مولانا … لنا عساكر لتلافينا يواليها

فسار هزاع من نحو الإغاء لها … يردها دوننا قهرًا ويرديها

فصدَّها وأتى منصور يسبقه … إلى المدينة في شعبان يحميها

وجاء هزاع يوم النصف واستعرت … مراجل الحرب والملعون يغليها


(٢٧٣) هذا البيت غير مستقيم ولعله من الناسخ ولعل الأصح جنت حراما.
(٢٧٤) ديوان البيتي: ص ٧١ - ٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>