وبالمقابل فإن الإنسان الذي تسلّح بالعقيدة، ورسخ إيمانه منذ صغره وخلال فترة شبابه وما بعدها، يشعر في وقت التقاعد أن أمامه رسالة لم تتم، ويتذكر دائمًا أنه مراقب من الله عز وجل، ويتذكر القول:((اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا)) ، يشعر أن هناك إحساسًا بالحياة وحافزًا لها، ويجعل الآخرين ينظرون إليه على أنه مرغوب، ويتسامى بدينه وقيمه وأخلاقه ومعاملاته وعطائه، يعطي كل شيء حقه، يعتني بنفسه وغذائه ورياضته وأمثلها المشي في الهواء الطلق.
وإذا قدر الله وفقد أحد الزوجين الزوج الآخر، فقد ينتاب الشخص في تلك الفترة شعور بفقد الأنيس والأليف، وشعور بالوحدة والخوف والحزن. وقد تتدهور حالته الصحية، ويجافيه النوم، ويرفض الطعام. وقد يلحق بصاحبه بعد فترة وجيزة من فراق صاحبه. وكثير من هؤلاء يفضل عدم الزواج حتى لو عاش في وحدة قاسية.
وهناك أمور تساعد على نجاح خوض مرحلة التقاعد بنجاح، وتتفاوت تلك الأمور من إنسان إلى آخر تبعًا لـ:
١- قدرة الإنسان على الاعتماد على نفسه في الحركة.
٢- قدرته على المشاركة في الأمور بحكمة، والتآلف مع أقاربه وأصدقائه.
٣- إحساسه بأن الآخرين مازالت لديهم نفس الثقة فيه، وبأنه ما زال مرغوبًا فيه، وفي خبرته السابقة.
٤- الانطلاق في الحركة والنشاطات والسفر كما اقتضى الأمر.
٥- الشعور بأن العائلة أصبحت تميل إلى حمايته أكثر من ذي قبل.
٦- درجة ونوعية تعليمه وثقافته.
٧- مستوى دخله ودخل الأسرة.
٨- درجة تفهمه لمرضه إن كان مريضًا، وتقبله لخطة العلاج (١) .
(١) عمرك الأول وعمرك الثاني، د. حسني الرودي، ص ٧٥ – ٧٨ بتصرف.