وكلنا يذكر سوروس اليهودي الذي استطاع عن طريق المضاربة بالبورصة أن يركع أسواق شرق آسية، حتى ضج منه علنًا رئيس وزراء ماليزية محاضير محمد، واستطاع هذا اليهودي الماكر أن يلعب بالأسواق المالية، وأن يكسب آلاف الملايين من الدولارات تاركًا دول شرق آسية تئن وترزح تحت أعباء انهيار عملاتها. وكما قال محاضير محمد فإن جهود ثلاثة عقود من التنمية والجهد والعرق ذهبت أدراج الرياح خلال أيام من التلاعبات بالأوراق المالية والعملات.
ونتيجة هذا النظام الاقتصادي الفاسد المبني على الربا والغش والخداع والتلاعب بالأوراق المالية وبيوع الغرر، وما لا وجود له سوى في الأوهام، وخفض العملات ورفعها من خلال التلاعب، فإن معظم دول العالم الثالث تخسر آلاف الملايين من الدولارات يوميًا.
وفي السبعينيات عندما قام الرئيس الأمريكي نيكسون بفك الارتباط بين الذهب والدولار فقفز سعر الذهب من أربعين دولارًا للأونصة إلى أربعمائة، ثم تم التلاعب بسعرها حتى وصل إلى تسعمائة دولار، وبعد أن تم امتصاص ثروات أغنياء البترول في تلك اللعبة الخطرة أعيد خفض الذهب، فخسر أولئك الأغنياء آلاف الملايين من الدولارات في غمضة عين، وخسرت معها دولهم.
وتقوم الدول الغربية منذ أن انتهى عهد الاستعمار المباشر بإقامة مجموعة من الأنظمة الفاسدة في دول العالم الثالث تتولى عن طريقها سرقة ثروات هذا العالم المنكوب بهذه الحكومات العسكرية المستبدة الفاسدة؛ حتى إذا طفح الكيل وثارت هذه الشعوب، قامت الدول الغربية من وراء ستار باستبدال طاغية بآخر تلهي به تلك الشعوب المسكينة المقهورة، وتدخلها في دوامات من الحروب الأهلية، وتضطرها إلى مزيد من الاقتراض والخضوع لهيمنة البنك الدولي والدول المانحة.