وآخر مثال لذلك ما حدث لمبوتو سيسو سيكو الحاكم المستبد الطاغية لزائير، والذي جاءت به فرنسة والولايات المتحدة ليحكم ما كان يسمى الكونغو، ثم غير اسم الكونغو إلى زائير، فلما ثار الشعب وضاق من استبداده وتضييع ثروته من الألماس واليورانيوم جاءت له الولايات المتحدة بلورين كابيلا، ومات مبوتو مطرودًا هاربًا يعاني من السرطان. وبالضبط كما فعلت من قبل بشاه إيران محمد رضا بلهوي. ويماركوس في الفلبين والقائمة طويلة طويلة ... فهي تتخلى عن أصدقائها بعد أن يستهلكوا ويصبحوا عبئًا عليها، وتأتي بوجوه جديدة ومسرحيات جديدة. ولكن امتصاص الثروات يستمر، وفقر شعوب العالم الثالث يزداد.
ويموت الأطفال من المسغبة ونتيجة فقد الأدوية والتطعيمات، وفي مهاوي الجريمة، وفي الأعمال الشاقة التي يمارسونها من أجل الحصول على ما يسد الرمق، هذا بالإضافة إلى وفاة الملايين نتيجة الاعتداءات في الحروب وأثناء الهجرات وبالألغام، ونتيجة للأمراض الجنسية والإيدز.