الأسرة في الإسلام وحدة متكافلة، وقد عمل الإسلام على دعم الأسرة لتكون قوية متماسكة، وقد عني القرآن ببيان أحكام الأسرة كلها، فبين أحكام الزواج والطلاق والميراث، وأشار في عبارة كلية إلى أحكام النفقات، ولم يبين القرآن أحكامًا في أي موضوع كما بين أحكام الأسرة بالذات؛ لأنها وحدة البناء الإنساني، ولا يوجد مجتمع متماسك قوي إذا انحلت الأسرة، وإنه يكون حينئذ مجتمعًا ماديًا لا معنويات فيه.
ومن أعظم دعائم الأسرة التعاون بين آحادها، وأوضح هذا التعاون أن يعين الغني فيها الفقير العاجز.
وقد اتفق فقهاء المسلمين على وجوب أن ينفق الغني على الفقير العاجز، واختلفوا في مدى هذا الوجوب ضيقا وسعة، ولكن الجدير بالاعتبار هو رأي الإمام أحمد بن حنبل وهو يجعل النفقة تسير مع الميراث، وهو مأخوذ من الكتاب والسنة، وهو أقرب إلى القواعد الفقهية وأوسع المذاهب الفقهية في الوجوب، وقريب منه في التوسعة المذهب الحنفي فهو يجعلها على الأقارب الذين يمتنع التزواج بينهم.