للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من العرض السابق يتضح لنا مدى حاجة المسنين إلى خدمات الرعاية الاجتماعية، وقد بدأت هذه الرعاية في الواقع متأخرة نسبيًا في بعض المجتمعات، وكان ذلك نتيجة لعوامل اجتماعية معينة، ولكنها بالرغم من ذلك فقد قطعت شوطًا كبيرًا في مدة قصيرة، ونحن الآن أحوج ما نكون إلى الأخذ بما يناسبنا من البرامج والخدمات التي قدمت في تلك المجتمعات، أما ما طرأ من تطور في رعاية المسنين فإنه الرغم من الزيادة الكبيرة التي تميز بها هذا القرن في أعداد المسنين وما صاحب ذلك من مشكلات اقتصادية وطبية واجتماعية، حتى عام ١٩٤٠ م لم يكن هناك اهتمام كبير سواء من جانب المتخصصين أو غيرهم، وقد يرجع ذلك إلى العوامل التالية:

١- نقص المعلومات والمعرفة الخاصة بمرحلة الشيخوخة وما تتضمنه من احتياجات نفسية واجتماعية (فيزيولوجية) طبيعية.

٢- ارتفاع نسبة المرض والوفاة في مرحلة الشيخوخة مما يجعل منها أمرًا مؤلمًا نفسيًا لعديد من العلماء والمهتمين.

٣- ركز العلماء حتى أوائل هذا القرن على تغيرات سلوك مرحلتي الطفولة والمراهقة، بينما مرحلة الشيخوخة لم تحظ بهذا الاهتمام.

٤- كان ينظر إلى الشيخوخة على أنها عملية اضمحلال تدريجي تنتهي بالوفاة، وقد أدى هذا إلى التشكك في قدرات كبار السن على النمو المستمر والتكيف وإمكانية علاجهم، ونتيجة لذلك فإن أوليات الخدمة وتوزيع الاعتمادات المالية قد أهملت المسنين.

<<  <  ج: ص:  >  >>