للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التعقيب والمناقشة

الشيخ عبد الرحمن بن عقيل:

بسم الله الرحمن الرحيم،

بطاقات الائتمان أصبحت حاجة عامة لكثير من المسلمين في هذا العصر، ويشكر مجمع الفقه على اختياره للبحث فيها.

ولي ملاحظات على ما أورده الدكتور محمد القري وما ورد في البحوث ألخصها فيما يلي:

أولا: هي من حيث التكييف، فهل هي كفالة وعلى ضوئها ما قرره الدكتور القري والدكتور عبد الستار بجواز أخذ الأجرة على الضمان، أم أنها حوالة كما قرره الدكتور الضرير، أو وساطة كما قرره الدكتور أبو غدة والشيخ الضرير؟ الذي أتصوره في هذا أنها عقد مستحدث مركب من كل هذه العقود، وينبغي النظر إليها استقلالا من هذه الناحية بعيدا عن التأثر بتكييفها على عقد معين لما يترتب على ذلك من التكييف من أحكام شرعية.

ثانيا: فوائد التأخير، والاستدلال بحديث بريرة رضي الله عنها ((اشترطي لهم الولاء فإنما الولاء لمن أعتق)) كما قال صلى الله عليه وسلم، فإن الاستدلال به في الدخول في عقد يؤدي إلى الربا والتعامل به، فيه نظر في هذا المقام، حيث إن اشترطوا الولاء هو حق خاص بمولى بريرة أو بمن يملك رقبة بريرة في ذلك الوقت ولو كان حراما لنهاهم الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك، والاستدلال به في الدخول في عقد محرم يؤدي إلى الربا فيه نظر وينبغي عدم الاستدلال بهذا.

ثالثا: بالنسبة لشراء الذهب والفضة بالبطاقة وهو ما ذهب إليه بعض الباحثين لا أظنه صوابا لأن التقابض شرط في شراء الذهب والفضة، وتسديده بواسطة البطاقة لا يتم إلا بعد شهر أو قرابة ذلك.

رابعا: وهي النقطة الأخيرة وهي البديل الذي اقترحه الدكتور محمد القري في اختراع بطاقة لشراء السلع بأجل مرابحة. وفي الحقيقة إن هذا الاقتراح سيؤدي إلى فتح باب الربا بطريق غير مباشر والحيلة لأجله. حيث إن خلاصة هذا الرأي هو أن يعطي البنك العميل صاحب البطاقة مبلغا من المال أو سقفا من المال ويذهب العميل إلى المتاجر أو إلى المتجر الذي يريد أن يشتري منه البضاعة، ويختار البضاعة المعينة ثم يعطي صاحب المتجر هذه البطاقة ليحسم من حسابه الذي حدده له البنك هذه القيمة ولم تدخل هذه البضاعة في حيازة البائع الذي هو البنك ولا تحمل أيا من التبعات التي ينبغي أن يتحملها وربح من حيث لا يضمن شيئا، وكل ما في الأمر أنه حسم عليه المبلغ مع إضافة الفائدة أو الربح كما يسمى في هذه الحالة عند المقترح وفي هذا في الحقيقة حيلة واضحة لاستخدام بطاقة الائتمان للتعامل بها بالأجل، وهذا يجعل المنتقدين لحركة البنوك الإسلامية الذين سموها (الإسلاربوية) يجعل لهم ورقة أو حجة قوية بهذه الأساليب.

هذا ما عندي، وشكرا لكم.

<<  <  ج: ص:  >  >>