للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما الكاتب (خليل عبد الكريم) فقد تحدث عن مدرسة التحليل النفسي التي تفسر الأحلام، ليشير من خلالها إلى وقوع الاحتلام من الرجال والنساء في مجتمع المدينة، معتبرًا ذلك تعويضًا عن تحقيق رغباتهم:

(وفقت مدرسة التحليل النفسي إلى حد كبير في تفسير الأحلام.. وقالت: إن الحلم هو دائمًا إرضاء لرغبة مكبوتة ... فثمة رغبات أخرى قد تتخذ من الحلم سبيلا وهميًا إلى إرضائها، لأنها لا تجد في عالم الواقع ما يرضيها.

إذن من أهم وظائف الحلم النفسية: تعويض الحالم بما يفتقر إليه في الواقع.. ويرى فرويد وهو يتكلم عن الأحلام وتفسيرها أن لكل حلم محتوى ظاهرًا ومعنى خبيئًا نسميه (الأفكار الكامنة) ، وأنه يجب التمييز بينهما، وأن ذلك لازم في عملية تأويل الأحلام) .

(الرغبة تتحول في الأحلام إلى واقعة، كما تتحول الأفكار المستترة إلى صور ذهنية في أغلب الأحوال) .

ثم يُسقط الكاتب هذه النظرية على مجتمع الصحابة في المدينة المنورة، فيقول:

(وهذا يؤيد فكرتنا التي قلنا بها من أن اتصال الذكر والأنثى كان لديهم من الشواغل الأثيرة، حتى اللاتي لا يجدن ذلك متحققًا في واقع الحياة يرينه في الحلم، وقد ذكرنا فيما سلف ما يؤكده علماء التحليل النفساني من أن الحلم يؤدي دورًا تعويضيًّا كبيرًا بتحقيق الرغبات الكامنة المكبوتة التي لا تجد في الواقع ما يرويها ويشبعها) (١) .

١٦ - التلبيس في مسألة المرأة، واعتبار الإسلام ممتهنًا للمرأة ينظر إليها بازدراء:

فالقمني يتهم المأثور بالتمييز جنسيًّا وخلقيًّا بين الذكر والأنثى، فيقول:

(مأثورنا يعيد وضع المرأة إلى زمن حواء الأسطوري، زمن الخطيئة الأولى، ويمركز الشر كله حولها، فهي شيطان غواية؛ لأنها رفيقة إبليس، ولا تكون مع رجل إلا وكان الشيطان ثالثهما.. حتى قصص الأنبياء تخبرنا أن نساء الأنبياء قد وقعن في الخطيئة.. امرأة نوح، امرأة لوط ... وهكذا يؤسس موروثنا لتبخيس المرأة، فقد خُلقت من ضلع أعوج، وناقصة عقل ودين) (٢) .


(١) مجتمع يثرب، خليل عبد الكريم، ص٣٣ - ٣٥.
(٢) الأسطورة والتراث، سيد محمود القمني، ص٢٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>