للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن العلمانيين الذين يكتبون اليوم صرحوا باعتبار الإسلام مرحلة تاريخية، وهي جزء من مخطط قومي تبنته قريش وبنو هاشم، وبما أن الإسلام تاريخي فإذًا وفقًا لسنة التطور وحتمية التاريخ التي يؤمنون بها سيأتي بعده مرحلة، فيقول ميشيل عفلق في كتاب (في سبيل البعث) ص١٢٧: (إن يقظة العرب اقترنت برسالة دينية، أو بالأحرى كانت هذه الحركة - الدينية- مفصحة عن تلك اليقظة القومية) (١) .

ولكن لم يخبرنا السيد عفلق لماذا حارب العرب الأقحاح هذه الحركة التصحيحية كما يسمونها، بل حاربتها قريش وجميع طغاة العرب إن كان هناك ثمة يقظة قومية.

١٤ - التشكيك في قدرة الله على الخلق بقوله {كُنْ فَيَكُونُ} :

تناول ذلك (القمني) في كتابه (قصة الخلق) ، حيث قال:

(لكن يبدو في مختلف نصوص الديانات السامية أن الأمر (كن) كان مجرد إمكان غير متحقق (حتى الآن) ، أو هو استعداد إلهي موقوف لإثبات القدرة المطلقة فقط، فهو استعداد بالقوة لم ينتقل إلى الفعل، وربما ينتقل من القوة إلى الفعل حين يشاء، لكنه لم يعد الآن مجديًا، بعد أن وجد الكون فعلا بالطريقة اليدوية التصنيعية) (٢) .

١٥- اتباع المناهج والنظريات اليهودية، واعتمادها كمبادئ لأفكارهم ومعتقداتهم: وعلى رأس هؤلاء (فرويد ودارون وماركس) :

فهذا الكاتب (سيد قمني) يتناول مسألة السيادة الأولى ذكورية كانت أم أنثوية، مستدلا بأستاذه (فرويد) ، فيقول:

(لقد حاول الباحثون الإجابة على السؤال: أيهما كان أولا: النظام الأمومي أو الأبوي؟ فافترض (داروين) أن السيادة المطلقة كانت في البداية للذكر (المجتمع الأبوي) ، وأكمل (أتكسون) فقال: إنه قد حدث أن ثار الأبناء على الأب المتسلط القاسي المتوحش فقتلوه وافترسوه سوية، ويستطرد (روبرنسون سميث) فيقول: إنه بعد ذلك مرت مرحلة انتقالية ظهر فيها النظام الأموي، ثم يسلم (فرويد) بكل ذلك ويقول: إن الأوضاع عادت بعد ذلك إلى سابق عهدها، وساد الذكر مرة أخرى) (٣) .


(١) القومية والعلمانية، د. عدنان زرزور، ص٧٢.
(٢) قصة الخلق، سيد محمود القمني، ص٧٥.
(٣) الأسطورة والتراث، سيد محمود القمني، ص٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>