للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٢ - الطعن في مبادئ الشريعة وأركانها الأساسية، ورفض الدعوة إلى تحكيم الشريعة في حياة الناس، لأنها غير قادرة على وضع الحلول المناسبة لما يواجه الناس من مشكلات:

هذا ما قرره (أبو زيد) ، حيث رأى أن الشريعة عاجزة عن إيجاد حلول عصرية للواقع، لذلك فالدعوة إلى تحكيم الشريعة هي بمثابة إعلان العجز من قبل الدعاة (الخطاب الديني) .

وفي هذا المجال يتهم (أبو زيد) الإسلام بالبعد عن الواقع، لأنه يحارب الأنظمة الوضعية ويعاديها (الخطاب الديني) .

أما (عبد الهادي) فيعتبر إلزام الناس بالعبادات (التي هي من أسس الإسلام) تقييدًا لحريتهم في ممارسة العبادة التي يميلون إليها، ويرى أنه يكفي للإنسان أن ينطق بالشهادتين، ثم تعطى للناس الحرية في اختيار طقوسهم، فيقول:

(فليعتقد الناس بالإسلام دون شكلية طقسية قسرية واحدة، فعلى الناس أن يختاروا طقوسهم وثقافتهم كما يريدون ما دام المبدأ الأول وهو الشهادة قد تم إعلانه ... ) (١) .

١٣ - اعتبار الهدف من رسالة الإسلام ليس نشر الدين، وإنما تأسيس دولة لقريش تحقيقًا لأحلام قصي، ثم عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم:

هذا ما قرره (القمني) في كتابه الذي أسماه (الحزب الهاشمي وتأسيس الدولة الإسلامية) حيث قال:

(أما المهمة الجليلة والعظمى فكانت قيام النبى صلى الله عليه وسلم بإنشاء نواة لدولة عربية إسلامية في الجزيرة، محققًا نبوءة جده: إذا أراد الله إنشاء دولة خلق لها أمثال هؤلاء) (٢)

وتابعه في ذلك (خليل عبد الكريم) في كتابه (قريش من القبيلة إلى الدولة المركزية) ، حيث قال:

(وصار الإصهار إلى كبريات القبائل من بعد هاشم سُنة اتبعها خلفاؤه من بناة (دولة قريش) ، مثل ابنه عبد المطلب وحفيده محمد عليه السلام الذي تحقق على يده الحلم، وتحول إلى واقع، وبرزت إلي الوجود دولة قريش في يثرب) (٣) .


(١) سلطة النص، عبد الهادي عبد الرحمن، ص٤٢.
(٢) الحزب الهاشمي وتأسيس الدولة الإسلامية، سيد محمود القمني، ص١٥٣.
(٣) قريش من القبيلة إلي الدولة المركزية، خليل عبد الكريم، ص٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>