للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٠ - الاعتراض على مبدأ نسبة حدوث الأفعال إلى الله، واعتبار أن إرادة الإنسان تتدخل في تحديد أقداره:

فالمستشار (العشماوى) يرى أن الإرادة البشرية تعمل في المقادير وتؤثر فيها، وذلك في كتابه (أصول الشريعة) ، حيث قال: (وهكذا تعمل الإرادة البشرية في المقادير وتجري الأفلاك) (١) .

أما (أبو زيد) فذهب إلى إنكار نسبة حدوث الأفعال إلى الله، وأن الله هو الفاعل من وراء الأسباب، يقول: (إن الغزالي خلط بين مجالات الفكر الديني الكلامي (المستند إلى مفاهيم أشعرية) ، وبين مجالات البحث في الطبيعة، وانتهى به كل ذلك إلى إهدار قوانين السببية.

من هنا الاعتقاد الخطير الذي ساد الخطاب الديني في الثقافة العربية أن النار لا تحرق، وأن السكين لا تقطع، وأن الله هو الفاعل من وراء كل الأسباب) (٢) .

كما ذهب نفسه إلى اتهام الخطاب الديني بتقييد حرية الإنسان، وتكريس العبودية والإذعان، فقال: (لكن الخطاب الديني يصر على اختصار علاقة الإنسان بالله في بُعدٍ واحد فقط وهو العبودية التي تحصر فاعلية الإنسان في الطاعة والإذعان) (٣) .

١١ - اتهام الفكر الإسلامي بتقييد حرية الاجتهاد، سواء بقصره على نصوص التشريع، أو على منعه في العقائد، وفيما ورد فيه نص (لا اجتهاد في مورد النص) :هذا ما أقره الدكتور (أبو زيد) في كتابه (الخطاب الديني) ، حيث قال:

(وعلى هذا التحديد لمجال الاجتهاد يؤسس الخطاب الديني لمقولة صالحية الشريعة لكل زمان ومكان، ويعارض إلى حد التكفير الاجتهاد في مجال العقائد أو القصص الديني) (٤) .

وهو ما أكده (عبد الهادي) ، حين تحدث عن إغلاق باب الاجتهاد والسقوط في دائرة التكرار والترديد دون النقد والتمحيص.


(١) أصول الشريعة، محمد سعيد عشماوي، ص١٤٩.
(٢) الخطاب الديني، نصر حامد أبو زيد، ص٢٠.
(٣) الخطاب الديني، نصر حامد أبو زيد، ص٥٥.
(٤) الخطاب الديني، نصر حامد أبو زيد، ص٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>