للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولاحظ المشاركون أن أي محاولة لإبرام ميثاق أو معاهدة دولية في هذا الصدد، سوف تكون عين الخطأ. وليس من المهم أن تبادر بلدان أو أقاليم بمفردها إلى المسارعة باتخاذ موقف معين؛ وإنما المهم هو أن تتصرف منظمة الصحة العالمية بمزيد من العناية، وأن يتم ذلك بالتعاون مع جهات دولية أخرى كالهيئات المعنية بالملكية التجارية والملكية الفكرية.

وأكد المجتمعون أن ثمة حاجة أساسية لوضع تعريفات واضحة للمصطلحات المستخدمة في هذا المجال. وأبدوا أسفهم للأسلوب الذي انتهجته وسائل الإعلام في التركيز على روايات من قبيل الخيال العلمي حول الاستنساخ البشري، والتأكيد على تداعيات مبدأ اختيار (أسوأ الحالات) ، فقد أدى ذلك إلى نشر الخوف والجهل بين عامة الجمهور، وحدا بالمشرعين وراسمي السياسات إلى التصرف انطلاقًا من الهلع الأخلاقي دونما تروٍّ ولا تدبر.

ومن هنا نشأت الحاجة الماسة إلى عرض هذه القضايا بطريقة واضحة ومفهومة. غير أن هذا الجهد يتطلب انتهاج أسلوب تشارك فيه مختلف التخصصات، بما في ذلك علماء البيولوجيا والاجتماع، والمحامون وعلماء الأخلاق، والمحللون السياسيون وسواهم من أهل الدراية بالموضوع.

ومن عناصر التعريف الواسع للاستنساخ ما يطلق عليه تعبير التشطير الاصطناعي للبييضة المخصبة. فالانشطار الطبيعي للبييضة المخصبة في العملية المألوفة هو الذي تنجم عنه توائم وحيدة الزيجوت متماثلة وراثيًّا. ولقد تم إجراء تجارب على التشطير الاصطناعي للمضغة في الحيوانات، وأمكن من خلال ذلك التوصل إلى عدد أقصى مقداره أربعة أشقاء متماثلين، غير أن معدل النجاح في هذه العملية ضئيل جدًّا. ولم تبلغ حتى الآن في أي نشرة طبية عن استنساخ نسخ متعددة من الأجنة البشرية عن طريق تشطير البييضة المخصبة (أو ما يطلق عليه البعض اسم الاستتآم) .

وبالمقابل، أمكن من خلال التقنية المعروفة بعملية (النقل النووي) إنتاج العديد من الأفراد المتماثلين وراثيًّا، وكان هذا هو نمط الاستنساخ الذي أنتج النعجة (دولي) ، أول حيوان ثدي أمكن استنساخه بعد إجراء مائتين وسبع وسبعين محاولة. وفي هذه العملية التي يطلق عليها تعبير (الاستبدال النووي للبييضة) ، يتم أخذ نواة من خلية مانحة مضاعفة الصبغيات (ضعفانية) ، ثم تزرع في بييضة مستقبلة مسلوبة النواة، ويمكن الحصول على النواة من خلية مأخوذة من بييضة مخصبة مبكرة، أو من سلالة خلايا حيوانية مستزرعة، أو من كائن حي بالغ، على أنه يمكن إجراء الاستبدال النووي للبييضة لأسباب علاجية بحتة، كتوقي الأمراض الناجمة عن عيب في (دنا) المتقدرات (وهي مخازن الطاقة في السيتوبلازما التي تحيط بالنواة، وهي تحتوي على بعض من المادة النووية) .

<<  <  ج: ص:  >  >>