للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الباب الثاني - ما يعتبر مفطرًا للصائم من العلاج:

ينقسم العلاج أولًا إلى قسمين:

أ - البحث عن المرض للتأكد من وصف الاختلال الذي طرأ على الجسم.

ب - الدواء الذي يداوي به المريض داءه بعد التعرف على المرض.

وينقسم ثانيًا:

أ - إلى التداوي بمباشرة الدواء للجسم.

ب - إلى التداوي بفصل شيء عن الجسم.

وتحت هذين التقسيمين الكبيرين أنواع عديدة.

وينقسم ثالثًا:

أ - إلى التداوي النافذ إلى باطن الجسم من منافذه.

ب - إلى التداوي الظاهر الذي لا يتجاوز السطح الخارجي لجسم المريض.

وتحت هذه الأقسام أنواع كثيرة.

التداوي من المنافذ إلى الباطن:

المنفذ الأول - الفم: وهو المنفذ الطبيعي والأهم.

أولًا: دواء الفم

تحديد الفم:

الفم هو ما بين باطن الشفتين، والحلق، هذا هو الظاهر. والحلق ينقسم إلى ثلاثة أقسام: أعلى الحلق وهو مخرج الغين والخاء المعجمة، ووسط الحلق، وهو ومخرج الحاء والعين المهملتين، وأقصى الحلق من الباطن وهو مخرج الهمز والهاء.

جاء في كلام الحنفية ما يفيد أن الفطر لا يتحقق إلا بمجاوزة الدواء الحلق بأقسامه الثلاثة. يقول في الدر عادًّا لما يفطر: أو خرج الدم من بين أسنانه ودخل حلقه. يعني ولم يصل إلى جوفه.

وعند المالكية قولان؛ أن الحلق كله من الداخل الذي يفطر الصائم بوصول مائع أو متحلل إليه. يقول الزرقاني: ووصول المائع إلى الحلق يوجب الفطر، ولو رده على المشهور , فالقول بأن الواصل من الأعلى يشترط فيه أن يجاوز الحلق قول ضعيف في المذهب. والمذهب أن الفطر يتحقق بوصوله إلى الحلق وإن لم يجاوزه.

<<  <  ج: ص:  >  >>