للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولنذكر أولًا بعض عبارات الإمامية:

قال الشيخ الطوسي (١) : " الأكل لكل ما يكون به أكلاً، سواء أكان مطعوماً مثل: الخبز واللحم وغير ذلك، أو لا يكون معتاداً مثل: التراب والحجر والفحم والخزف والبرد وغير ذلك.

والشرب بجميع ما يكون به شارباً، سواء أكان معتادًا مثل: الماء والأشربة المعتادة، أو لم يكن معتاداً مثل: ماء الشجر ... " إلخ. اهـ.

وقال أيضًا (٢) " إذا أكل ما لا يؤكل باختياره كالخزف والخرق والطين والخشب والجوهر، أو شرب غير مشروب كماء الشجر ... كل هذا يفطر. وهو قول جميع الفقهاء إلا الحسن بن صالح بن حي، فإنه قال: لا يفطر إلا المأكول المعتاد ".

وقال أيضا (٣) : " من أكل البرد النازل من السماء أفطر، وبه قال جميع الفقهاء، وحكي عن أبي طلحة الأنصاري أنه كان يقول: لا يفطر ".

وقال الشيخ المفيد (٤) : " ومن ازدرد شيئًا مما لا يؤكل كالقطعة والحصاة والخرزة وما أشبه ذلك متعمدًا فقد أفسد صيامه، وعليه القضاء والكفارة ".

وقال السيد المرتضى في الناصريات (٥) : " ولا خلاف فيما يصل جوف الصائم من جهة فمه - إذا اعتمد - أنه يفطر مثل: الحصاة والخرزة وما لا يؤكل ولا يشرب. وإنما يخالف في ذلك الحسن بن صالح، وقال: إنه لا يفطر، وروي نحوه عن أبي طلحة، والإجماع متقدم ومتأخر عن هذا الخلاف، فسقط حكمه ".

وقال المحقق (٦) : " يجب مع القضاء الكفارة بسبعة أشياء: الأكل والشرب المعتاد وغيره ".

وقال العلامة (٧) : " يجب الإمساك عن الأكل والشرب - إلى أن قال: - ولا فرق بين المعتاد وغيره عند علمائنا، سواء تغذى به أم لا، وهو قول عامة أهل العلم ... إلخ ".

واختاره أيضاً في المختلف (٨) وقال الشهيد الأول: (٩) " كتاب الصوم: وهو توطين النفس على ترك الثمانية: الأكل والشرب المعتاد وغيره ... إلخ ".

واختاره أيضًا الشهيد الثاني في الروضة، والفاضل النراقي في مستند الشيعة، وصاحب الرياض (١٠) وصاحب الجواهر (١١) والمحقق الهمداني، وبالجملة لم نجد مخالفًا من الإمامية إلا ما ينسب إلى السيد المرتضى وابن الجنيد، والنسبة إلى السيد محل تأمل، ومال إليه الشيخ الأنصاري (١٢) من حيث الدليل، ثم قال: إن مقتضى الاحتياط اللازم وجوب الكف عنه.


(١) المبسوط: ١/ ٢٧٠
(٢) الخلاف: ٢/ ٢١٣، مسألة ٧٢
(٣) الخلاف: ٢/ ٢١٣، مسألة ٧٢
(٤) المقنعة، ص ٥٤, ٥٥
(٥) الجوامع الفقهية، ص ٢٠٦، المسألة ٢٦
(٦) الشرائع: ١/ ١٩٠، ١٩١
(٧) التذكرة: ١/ ٢٥٧
(٨) المختلف: ٤٦/٢ المنتهى، ص ٥٦٣
(٩) الدروس، ص ٧٠
(١٠) الرياض: ١/ ٣٠٤
(١١) الجواهر، ص ١٦، ٢١٨
(١٢) كتاب الصوم

<<  <  ج: ص:  >  >>