للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الغلو في سد الذرائع:

لا يخفى أن المالكيين غالوا في إعمال سد الذرائع من ذلك:

١- ما نقله الشاطبي صاحب كتاب الاعتصام عن الإمام مالك كراهيته لصيام ست من شوال خوفا أن يعدها الناس من رمضان (١) .

وقد ثبت استحبابها بالحديث الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان وأتبعه بست من شوال فذلك صيام الدهر) رواه مسلم.

٢- تركهم لقراءة سورة السجدة فجر يوم الجمعة (٢) خشية أن يعتقد الناس وجوبها، وقد أخرج الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ يوم الجمعة في صلاة الفجر الم تنزيل السجدة، وهل أتى على الإنسان (٣) .

٣- الدعاء بهيئة الاجتماع في أدبار الصلوات نقل عن الإمام مالك كراهة الدعاء بأثر الصلوات على هيئة الاجتماع وعللوا كراهيته لذلك بأنه سبب لحصول الكبر والخيلاء للإمام حيث يجتمع له أمران التقدم في الصلاة وشرف كونه نصب نفسه واسطة بين الله تعالى وبين عباده في تحصيل مصالحهم على يده (٤) .

٤- فيمن تزوج امرأة في عدتها ودخل بها قالوا بالتفريق بينهما وبتحريمها عليه إلى الأبد. بينما الإمامان أبو حنيفة والشافعي يقولان بالتفريق فإذا انقضت العدة فلا بأس بتزويجه إياها وهي الرواية المشهورة عن الإمام أحمد (٥) .

٥- قولهم بكراهة القبلة للصائم ولو كان يأمن أن تثير شهوته. والإمامان أبو حنيفة والشافعي يقولان لا يكره لمن كان يأمن على نفسه وهو رواية عن أحمد (٦) .

٦- توريث المبتوتة في مرض الموت سواء مات في عدتها أو بعدها تزوجت أم لم تتزوج (٧) غير أن الشافعي في القول الجديد وجماعة قالوا بعدم توريثها، وقال بعضهم بتوريثها ما لم تتزوج، ومنهم من قال بتوريثها ما دامت في العدة (٨) .


(١) انظر الاعتصام للشاطبي جـ١/٢١١
(٢) بداية المجنهد جـ٢-٤٧
(٣) النووي على مسلم جـ٦/١٦٨
(٤) انظر الاعتصام جـ١-٣٥٣
(٥) انظر بداية المجتهد جـ٢-٥١
(٦) انظر تفسير القرطبي جـ٢/٣٢٣
(٧) انظر بدايةالمجتهدجـ٢-٨٢؛ والمغني جـ٦/٣٧٢
(٨) انظر بداية المجتهد جـ٢-٨٢؛ والمغني جـ٦/٣٧٢

<<  <  ج: ص:  >  >>