للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأمر الثاني: كذلك أشكر رئاسة هذا المجمع وأمانته على هذا التيسير المبارك وهذا التنظيم الذي نرجو أن تكون ثمرته الخير الكثير.

في الواقع عندي ثلاث ملاحظات وهي خفيفة؛ إحدى هذه الملاحظات هي في الواقع أنني قرأت بعض البحوث المتعلقة بالرخصة وما يتبعها ويستلزمها من أحكام من التلفيق وغيره ومن ضوابط الرخصة؛ فوجدت أن كثيرًا منهم في الواقع خلط أو لم يعط القول الواضح عن التلفيق، فهو يصف التلفيق بوصف جامع شامل لكنه حينما يتطرق إلى شرح هذا الصنف يتناول أشياء في الواقع ما تكون من التلفيق إلا على سبيل المجاز، فمثلاً يقول: من التلفيق الانتقال من مذهب إلى مذهب، أو من التلفيق أن يأخذ بمسألة إمام غير إمامه في مسألة معينة ليست مركبة، وهذا في الواقع لا يظهر لي أنه من التلفيق، وإنما التلفيق هو في الواقع ما جاء في تعريف فضيلة الدكتور وهبة في الصفحة الرابعة عشرة فهو في الواقع جعل التلفيق هو أن تكون مسألة واحدة ذات أجزاء يأخذ برأي هذا الإمام في هذه الجزئية ويأخذ برأي الإمام الآخر في الجزئية الأخرى وأحد الإمامين لا يقول بكامل هذه الجزئية، فهذا في الواقع - على كل حال - هو التلفيق الذي يظهر لي أنه منطبق على معناه، وأرى ضرورة أن يصاغ تعريف التلفيق بطريقة أو بصيغة جامعة شاملة.

والأمر الثالث: أشكر فضيلة الدكتور وهبة على بحثه القيم إذا كان فيه ملاحظات فلا شك أن الملاحظات هي من باب أن كل عمل بشري لا يخلو من ملاحظات وكفى المرء نبلاً أن تعد معايبه، فهو بحث قيم نلاحظ عليه ملاحظتين:

الملاحظة الأولى: هو في الواقع أنه وصف الفطر لمسافر بأنه خلاف الأولى واستدل على ذلك بقوله تعالى: {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ} [البقرة: ١٨٤] وفي الواقع هذا الدليل ليس منطبقًا على الفطر أو الصوم في السفر وإنما هو منطبق على الفطر مع الاستطاعة قبل النسخ، والآية تدل على ذلك وحينما يرجع إليها سيجد أن ما ذكرته هو صحيح إن شاء الله.

الملاحظة الثانية: ذكر - جزاه الله خيرًا - أن الضرورة أو الحاجة تنزل منزلة الضرورة للجماعة والفرد أو قال: للعامة والخاصة، وأعتقد أن الخاصة المقصود بها الفرد فإذا سوى هذا في الواقع خلاف ما نعرفه عن علماء رحمهم الله فهم يقولون: إن الحاجة تنزل منزلة الضرورة بالنسبة للجماعة أما الفرد على كل حال، فلا يتصور في حقه أن تكون الحاجة ضرورة له، أو تكون الضرورة حاجة له، بل على كل حال الحاجة حاجة الضرورة، والضرورة ضرورة فيما يتعلق بالفرد، شكر الله لكم.

<<  <  ج: ص:  >  >>