للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ الخليلى:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وصلَّى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد،

فقد سمعنا الكثير عن الغزو الفكري وأساليبه ولا أريد أن أضيف شيئًا جديدًا، وإنما هي خواطر خطرت بالبال تدفعنى إلى أن أترجمها في هذا المقال المختصر، العالم الإسلامي في هذا الوقت بالذات كان حريًّا أن يقود البشرية ويخرجها من حيرة وقعت فيها، إذ أفلست القيم المادية في هذا الوقت، ولا أدلُّ على ذلك من انهيار الشيوعية التي صورت للناس أنها الفردوس الذي يحلمون به، وما إفلاس الشيوعية إلا إفلاس للرأسمالية في حقيقة الأمر، فإن لجوء الذين كانوا يعتنقون الشيوعية إلى الرأسمالية لتحل لهم مشكلاتهم ما هو إلا هروب من الجحيم إلى الهاوية، والعياذ بالله، وما كانت الشيوعية في يوم من الأيام إلا إفرازًا للرأسمالية لأنها كانت كردة فعل للظلم الرأسمالى، ومن الذي يستطيع أن يخلص هؤلاء من حيرتهم التي وقعوا فيها ما بعد أفلست مبادئهم، إنما هم المسلمون الذين يحملون أمانة الله تبارك وتعالى في أعناقهم، وقد تحدث قبل ما يقرب من نصف قرن أحد مفكرى الأمة الإسلامية عن فشل الرأسمالية وعن فشل الشيوعية، وقال بهذا النص أو بهذه الترجمة: سيأتى بلا شك اليوم الذي تتحجر فيه الشيوعية في موسكو نفسها بدون أي ملجأ، وتتدهور فيه الرأسمالية في واشنطن نفسها بدون أي ملجأ، وتهيم فيه المادية في جامعات لندن وباريس بدون أي منقذ، وتتلاشى فيه العنصرية حتى عند البراهمة والألمان، وإنما تبقى عبرة في التاريخ قصة من يحمل عصا موسى تحت إبطه وهو يخشى من الحبال والخشب، إننا نتحدث عن واقع نعيش فيه الآن، فنحن نخشى من الحبال والخشب ونحمل عصا موسى تحت إبطنا، لأن في يدنا كتاب الله سبحانه وتعالى , والله سبحانه وعد بأن يظهر هذا الدين على الدين كله ولو كره المشركون.

<<  <  ج: ص:  >  >>