سيدى الرئيس، كما قلت، ما كنت أريد أن أتكلم، أما وقد أثير التعريف فقلت أولًا: التعريف للعلمانية، وبالنسبة للكنيسة يراد به الشعب يقسم إلى طبقتين الكهنوت والشعب، والكهنوت هو يتصل مع الله والشعب هو تابع الكهنوت، فالعلمانية هو إلغاء الاتصال، ولا يجوز تعيين الملك ولا يجوز أن يمارس أي سلطة ما لم يباركه البابا عندئذ بإذن من الله، فقامت الثورة حتى تخلصوا من أن يكون للكهنوت سلطة في الدولة، وكلمة علماني هي ترجمة لكلمة لايوس اليونانية بمعنى الشعب، ولذلك ليست اللفظة هي علمانية وإنما هو من العَلْم في بعض اللغات العربية يراد بها الشعب، أما المعنى الثاني الذي طرأ فهو عندما اصطدم العلماء في القرن الثامن عشر مع الكنيسة عندما حرقت بعض العلماء مثل جاليليه وغيره الذين قالوا في بعض الاكتشافات، فأرادوا أن يخرجوا عن الكنيسة ويقصوا تدريس الدين من أساسه تحت ستار العلمانية، ولذلك قالوا: لا يجوز أن يدرس في المدارس الابتدائي والثانوية والعالية إلا ما يقر به تعريف المعرفة العلمية. أرجو من بعض الإخوان الذين ينتقدون لفظة المعرفة أن لا يدخلوا في متاهات، نحن نترجم الآن ما يقولون، لا يجوز أن يدرس في المدارس الابتدائي والثانوية والعالية إلا ما كان خاضعًا لتعريف المعرفة العلمية , والمعرفة العلمية التي وضعوها هي ما تؤدى إلى المعلوم الخاضع للحس والتجربة، ولما كان الله سبحانه وتعالى ـ كما يقولون ـ لايرى ولا يمكن أن نحدث عليه تجربة، ولذلك القول به ليس من العلم.