تلك أمور، في البوسنة يحملون السلاح، في أفغانستان حملوا السلاح، في كشمير أيضًا حملوا السلاح وهذه وسيلة من الوسائل ليست مستبعدة أبدا عندما يضطهد المسلم وعندما يفتن في أعز شيء عنده وهو دينه، ولكن نحن كعلماء أو كطلبة علم علينا أن نحاول أن نقدم صورة واضحة عن هذا الغزو الفكري، يمكن أن نتبنى إنشاء موسوعة إسلامية حول مشكلة الغزو والانحرافات التي وقعت على هذه الأمة، يمكن أيضًا أن نقدم إلى الجهات الفكرية والمرجعية والحكومات الإسلامية تقريرًا واضحًا يحدد ما يراد بالعالم الإسلامي من استلاب، حيث يفقد بالتدريج كل مناعة , فيسقط بسهولة ضحية لهذا الغزو، لنحاول إلهام المسؤولين في العالم الإسلامي هذا الوضع الجديد الذي نعيشه، يمكن أيضًا - وهذا اقتراح مهم جدًّا - إنشاء مرصد فكرى لدراسة تفاصيل خريطة الغزو الفكري وتضاريسها، ووضع الخطوط البيانية لهذا الغزو، هذا المرصد الفكري يمكن أن يكون تابعًا لمنظمة المؤتمر الإسلامي أو رابطة العالم الإسلامي أو أي جهة أخرى، يقدم هذا المركز إستراتيجية متكاملة تواجه هذا الغزو الفكري ويقدم النصح لمن يريد أن يستمع إليه، يجب أن نقدم كذلك للعالم كله وجهًا صحيحًا وجميلًا للإسلام الذي لا يدعو إلى الحرب ولكنه يدعو إلى الإسلام يدعو إلى الحوار يدعو إلى الجدال {وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} ، {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} .
يجب في النهاية أن نحاول ترتيب البيت الإسلامي لتجنيب المسلمين حروبًا أهلية يكونون هم حطبها:{فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ} ، إن العالم الإسلامي يا سيدى الرئيس يقف اليوم على مفترق الطرق في كل أنحاء العالم الإسلامى أصبح الجدل أكثر حدة وإلحاحًا التيار الغربي فيه أصبح ملحًّا ومحاولًا متحفزًا، وأكاد أقول أصبح عدوانيًّا أكثر من ذى قبل لفرض قطيعة مع الإسلام وفي نفس الوقت أصبحت قوة الرفض في العالم الإسلامي أيضًا شديدة في مقابل هذا التيار، إن هذا الوضع يحتاج إلى ترشيد وللرجوع إلى منطق الشرع والعقل، ولا بد أن يقوم العلماء والمفكرون بدور أساسى للمصالحة مع النفس وللسير في الطريق الصحيح لبناء الحضارة الصحيحة:
فقلت أدعي وأدعو إن أَندى لصوت أن ينادى داعيان
وخلاصة القول، سيدى الرئيس، إن مدخل أي إصلاح ينطلق من المصالحة بين المسلمين والمسلمين، فيجب أن نكوّن لجنة لتقديم المنهج الوسط في جميع نواحى الحياة للمسلمين حتى يتجنبوا خطورة الحروب الأهلية والقفزات للمجهول. والسلام عليكم ورحمة الله.