للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسائل الغزو الفكري كثيرة، وأنتم تعرفونها يا سيدى الرئيس ويعرفها كل الذين درسوا هذا الموضوع، وتتمثل في مناهج التعليم، وتتمثل في المساعدات الغذائية، في برامج عندنا في إفريقيا، برنامج الفاو، وهو برنامج تابع للأمم المتحدة للغذاء، وهو برنامج يقوم عليه منصرون في شكل مساعدين يجولون كل القرى الإفريقية بما فيها تلك الواقعة في غرب أفريقيا وفي شمالها، وكذلك يكون في شكل مساعدات طبية. وأحكى لكم هنا قصة ذكرها لى بعض المسؤولين في أفريقيا أخيرًا بعد مؤتمر القمة الإسلامي الذي انعقد في داكار، قام البابا بزيارة لأفريقيا كانت مبرمجة كان يريد أن يمحو آثار هذا المؤتمر الذي أظهر انتساب إفريقيا للعالم الإسلامي، فقام البابا بزيارة لجملة من الدول في غرب إفريقيا، في إحدى هذه الدول جاء ترافقه سفينة، هذه السفينة تقدم المساعدات للناس كمساعدات بريئة ولكنها في نفس الوقت تقدم لهم كتبًا مسيحية كما أخبرنى أحد المسؤولين في غرب أفريقيا بعد مؤتمر الأخير للقمة الإسلامية في داكار , حيث قام البابا بزيارة لجملة الدول الإفريقية الواقعة على المحيط الأطلسى، هذا مثال لطريقة الغزو، تقديم المساعدات الغذائية، تقديم المساعدات الطبية، أهم وسائل هذا الغزو هي الإعلام الذي أصبحت مهمته كبيرة جدًّا، ونعرف أن بعض الإذاعات الدولية الموجهة إلى العالم الإسلامي بجميع اللغات هذه الإذعات تابعة، بعضها تابع لوزارة الخارجية مباشرة وأنا أعرف ذلك، في بعض الدول الغربية وزارة الخارجية هي التي توجه هذه الإذاعات، وتقدم في هذه الإذاعات تعليقات بعد النشرة يقوم بها خبراء على أعلى مستوى من المسؤولية سواء كان في وزارة الخارجية أو في معاهد الدفاع، ونحن سمعنا عن هؤلاء الخبراء كثيرًا الذين يتحركون كلما برقت بارقة من ظهور الإسلام في منطقة أو إقدام المسلمين في منطقة من المناطق على قرار تطبيق شريعتهم في شؤونهم الخاصة، فإنه تقوم قيامة هذه الإذعات وتكيل لهم السباب والشتم وتدعى أن القيامة قد قامت وأن الأصوليين قد قاموا في المكان الفلانى وأن غرقًا وطوفانًا قادمًا لا محالة في وجود هؤلاء. هذه الإذاعات موجهة إلى العالم الإسلامي تشكل أخطر سلاح في الغزو الفكري يوجهه إلى العالم الإسلامي، حيث - ونحن نعلم أن العالم الإسلامي مستهدف الآن - وردت تصريحات أخيرًا تشير إلى هذا وتقول من ركاب المسؤولين في الغرب تقول: إن الحضارة اليهودية المسيحية مهددة من طرف العالم الإسلامي , واليهود بذلك يريدون أن يقولوا للمسيحيين: حضارتنا هذه واحدة وإن العالم الإسلامي يمثل تهديدًا لهذه الحضارة هذه أمور معروفه لدينا، أعتقد أنه يجب على جميع المسلمين أن يواجهوا هذا المد وهذا الغزو الفكري المتنامى، مواجهة عاقله ذكية حكيمة لا أقول أن يحملوا السلاح , طبعًا حمل السلاح هو وسيلة من الوسائل {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (٣٩) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}

<<  <  ج: ص:  >  >>