للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ عبد الله بن بيه:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين اللهم صلَّ وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا. أحاول أن أعلق بجملة من النقاط وإن كان الموضوع قد يحتاج إلى كلام كثير وهو موضوع يهم جميع المسلمين في حياتهم وفي معادهم ألا وهو موضوع الغزو الفكري، هذه النقاط تتمثل أولًا بتعريف بسيط ومختصر للغزو الفكري، ثانيًا في تفاوت الغزو الفكري وألوانه. ثالثًا بعض المقترحات التي تتعلق بمواجهة الغزو. أولًا الغزو الفكري هو عبارة عن أفكار واردة إلى الساحه الإسلامية عمدًا تحاول أن تنافس الإسلام وأن تحل مساحة من المساحات التي يشغلها الإسلام في حياة الناس سواء في ما يتعلق بالعقيدة أو يتعلق بالتشريع والمعاملات والعلاقات بين المسلمين، وهو مرادف تقريبًا للإحداث في الأمر وهذه الإحداث يكون من أصغر الأمور التي تدخل إلى الإسلام وأكبرها وهو الكفر، ومن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد، إذن الغزو الفكري هو إحداث في أمرنا هذا، هو أن يحدث شيء في أمرنا وليس منه، قد يكون كبيرًا وقد يكون صغيرًا يتفاوت طبعًا، يتفاوت انطلاقًا من هذا التعريف، فإن الغزو الفكري قد يأخذ أشكالًا وألوانًا تتفاوت خطورة وإلحاحًا، ولهذا فعلينا أن نرتب الأولويات، بعض مظاهر الغزو الفكري تحاول اجتذاذ، أو بعض نواحى الغزو الفكري تحاول اجتذاذ شجرة الإسلام من أصلها، حيث تقدم نظامًا حياتيًّا متكاملًا كبديل للإسلام سواء كان دينًا كالمسيحية أو اليهودية أو المجوسية في الهند أو نظامًا بشريًّا كالعلمانية التي هي إلحاد للدين عن شؤون الحياة والماركسية كذلك التي نرجو أن تكون قد ماتت إلى غير رجعة، وتارة يأخذ شكلًا أكثر خبثا ودهاء كتقديم النزعة القومية لتفريق المسلمين وتجميد الأقوام سواء كانوا عربًا أو فرسًا أو تركًا طورانيين أو بربرًا وتقديم العنصرية كبديل للدين حيث عاشت الأمة العربية تحت الديانة التي تسمى بالقومية العربية فبنوا عليها ما يسمى بالاشتراكية العربية. وفي إفريقيا أيضًا انتحلوا اسم الإسلام الإفريقى وألف عن ذلك بعض الباحثين الفرنسين كتبًا سموها (إسلام أفريكا) يعنى الإسلام الإفريقى ويريدون بذلك أن الإسلام في أفريقيا هو إسلام آخر ليس الإسلام العربى وليس الإسلام كما نعرفه وكما جاء في التعريف من الله ورسوله، {وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} .

<<  <  ج: ص:  >  >>