وكثيرا ما نرى في مجتمعاتنا من يحملون أسماء إسلامية ونصرانية مزدوجة، فإذا سألت أحدهم عن سبب ذلك قال لك إن أبويه وجميع أهله مسلمون وقد سموه بهذا الاسم الإسلامي بعد ولادته ولكنه تنصر في المدرسة وأخذ اسما نصرانيًّا إضافيًّا إلى اسمه الإسلامي الأصلي، فهذه الظاهرة متفشية كثيرًا في مجتمعاتنا الإفريقية، فالمدارس عندنا نوعان مدارس حكومية ومدارس خاصة أهلية، فالمدارس الحكومية ينتدب لها المعروفون بالكوبرا أي المعانون، يمكن كل الذين ينتمون إلى هذه الدول يعرفون هذا الاصطلاح , فهؤلاء الكبرى يرسلون من الدول الغربية ويغدق عليهم الأموال بدعوى أنهم خبراء يوكلون بوضع مناهج دراسية لهذه الدول، ولا يكتفون بذلك بل يقومون بتدريس المواد الأساسية في المدارس الحكومية، فهذا يتيح لهم فرصة نشر وبث سمومهم كما يحلو لهم، والمدارس الخاصة الأهلية معظمها كما تعلمون مدارس تبشيرية، فهذه المدارس التبشيرية ـ مع الأسف الشديد لا يتقدم أحد إلى المدارس الحكومية إلا بعد العجز عن تسجيل اسمه بهذه المدارس لماذا؟ أولًا لأن الدراسة فيها بدون مقابل، فالوالد الذي يعانى من أعباء الحياة والمشاكل الاقتصادية الحادة عندما تتاح فرصة لولده للتعلم دون أن يدفع مليمًا واحدًا فإنه لا يتردد إلا إن كان عنده إيمان أبي بكر وعمر، وأيضًا فإن هذه المدارس تمتاز بجودة مدرسيها وكذلك باستقامة مناهجها وتفوقها على المناهج الحكومية، كل ذلك جعل الإقبال على هذه المدارس إقبالًا شديدًا جدًّا، فهذه مشكلتنا ولعل وعسى أن نجد من مجمعنا هذا الموقر حلًّا لهذه المشكلة فإنها جد خطيرة، ولا يفوتنى أن أتقدم بالشكر الجزيل إلى أستاذنا ووالدنا الشيخ عبد العزيز الخياط الذي قدم لمحة موجزة عن حركة مون الخبيثه، فهذا المذهب الجديد بدأ يهدد هو الآخر مجتمعنا الإسلامي، وقد وصل إلى بلادنا في هذه السنة رجل يابانى جاء خصيصًا للتبشير بهذا المذهب الجديد ووجهوا دعوة إلى زعيم إسلامي بارز لحضور مؤتمرهم السنوى في نيويورك، والزعيم الكبير له ما لا يقل عن مليون من الأتباع فكان مشغولًا فأرسل أخاه الصغير الذي يدير مدرسة إسلامية، طبعًا تعلم في العالم العربى وأنا لا أشك في إيمان هذا الشاب وإخلاصه، ولكن غرر به؛ لأن المسلم عندما يسمع كلمه التوحيد في إصطلاحنا الإسلامي، التوحيد معروف طبعًا ولكن حركة مون يقصدون بالتوحيد توحيد الأديان الثلاثة، فهذا الشاب عندما رجع وقدم لي تقريًرا عن رحلته هذه استغربت لوجود شخصيات إسلامية كثيرة في هذه الندوة أو في هذا المؤتمر السنوى، والعجيب أن وزيرًا من وزراء الشؤون الدينية في دولة إسلامية شارك في هذا المؤتمر، فإن كان هو الآخر قد غرر به، كما غرر بذاك الشاب , وإلا فلا يسعنا إلا أن نقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، وشكرًا سيدى الرئيس.