بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيد المرسلين وإمام المتقين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
شكرًا يا سيدى الرئيس، أساتذتى الكرام، لا يخفي عليكم أن هذا الموضوع-أعنى الغزو الفكري- موضوع هام وخطير؛ لأنه أفتك سلاح سلط على شعوبنا الإسلامية حتى الآن؛ لأنهم استطاعوا بهذا السلاح أن يحققوا ما لم يستطيعوا تحقيقه بأسلحتهم الفتاكة والمتطورة، فالصواريخ والقنابل تستطيع أن تحرق وأن تقتل وأن تدمر الشعوب الإسلامية، ولكنها لا تستطيع أن تغير عقائد المسلمين، بل أثبتت التجارب أنه كلما حورب المسلمون بهذا السلاح كان تشبثهم بعقيدتهم أكثر وتمسكهم بدينهم أقوى، وقد أدرك الأعداء هذه الحقيقة بعد تجارب عديدة وكثيرة؛ ولذلك لم يعودوا يعولون كثيرًا على هذا السلاح، وإنما ركزوا على الغزو الفكرى الذي أعطاهم نتائج إيجابية تتمثل في تشكيك المسلمين في عقيدتهم، احتقارهم لقيمهم الدينية وحضاراتهم التاريخية، وربما انتهي الأمر بهم إلى الارتداد عن الإسلام والعياذ بالله، إذن فلو خصصت دورة بأكملها لهذا الموضوع الخطير موضوع الغزو الفكري لما كان ذلك كثيرًا.