سيدى الرئيس أحاول أن تكون كلمتى مختصرة ولكنها في جوهر القضية، وذلك حول مفهوم العلمانية. من درس الكهنوت دراسة ليتعرف على التشريع الكنسي يجد أن الكهنوت يقسم الشعب إلى طبقتين؛ طبقة تتصل مع الله وهي طبقه الكهنوت؛ ثم طبقة الشعب التي تأخذ الأوامر من الكهنوت وتسمى الشعب , والتعبير الأصلى اليونانى:(لايوس، والله: تيوس) ولذلك نشأ عنها ما يسمى بالدول التيوقراطية الذين لا تصح رئاستهم في استعمال السلطة - الملك ورئيس جمهورية ونحو ذلك، أو الأصح الملك - إلا بعد أن يأخذ السلطة من الكهنوت؛ لأن الكهنوت يمثل الله، وأما الشعب فلا يمثل الله، ولذلك يخضع الشعب والملوك إلى الكهنوت لتزويدهم بالسلطة , وعندئذ يكون للملك حق الملك.. وكان مما يؤخذ على الملوك منذ نشأت الكثلكة وحتى الآن في مختلف العقائد الفرعية عن الكثلكة عندما يتوج الملك يتوج نكاية في إسرائيل الذين يعتقدون أن إسرئيل صلبت المسيح فيتوجونه، فملك إنجلترا في الصيغة الرسمية حتى الآن يتوج ملك إسرائيل نكاية في إسرائيل التي تقول إنها صلبت المسيح، ويقولون إن الإسرائيليين أصبحوا هم إسرائيليين الروح، فمن آمن بالمسيح وأنه صلب فهو إسرائيلى , وأما من لم يؤمن بالمسيح وبأنه لم يصلب فهو ليس بإسرائيلى، ولذلك يتوج الملك ملك إنكلترا حتى الآن بملك إسرائيل، ومن الغريب منذ سنتين كنت اجتمعت مع بعض الإخوان الذين كانوا في زيارة لملك إسبانيا فقال الملك إسبانيا الحاضر كارلوس مع إخوان من الفلسطينيين: أنا توجت أيضًا باسم ملك إسرائيل، فالصيغة قامت اليهودية لأن يتولى عندما يتوج يطلب منه منع لعن اليهود، ولذلك الحركة اليهودية قامت واستطاعت أن تتوصل في معنى لأخذ السلطة من الشعب لا من الكهنوت أي لا من الله، وتوفقت إليها، غير أن النهضة الصناعية والعلمية التي ابتدأت منذ الخامس عشر حتى الثامن عشر وظهر علماء ومنهم جاليليه الذي قال بدوار الأرض فكفرته الكنيسة وحكمت عليه بالطرد ومنهم من حرقتهم، فانفصل العلم عن الدين عندئذ , ووضعوا معرفة بالمعرفة العلمية , فيقولون المعرفة العلمية هي كل معرفه خضعت للحس والتجربة، ولما كان القول بالله لا يخضع بالحس والتجربة فليس القول به من العلم، ومن هنا تمكنت العلمانية من معنى آخر وتبنتها الأنظمة الدولية خاصة عن طريق اليونيسكو أنه لا يجوز أن يكون تعريف المعرفة العلمية إلا ما يسمى بالمعرفة التجريبية أي التي خضعت للحس والتجربة، وما لا يخضع للحس والتجربة لا يجوز أن يدرس في المدارس العالمية كلها، وهذا التعريف موجود في مدارسنا , في كليات التريبة حتى في البلاد الإسلامية بأجمعها، المعرفة العلمية ما خضع للحس والتجربة وما لا يخضع للحس والتجربة ليس القول به من العلم، ولكن في التعريف الكامل في الكتب الشيوعية يقولون: لما كان الله لا يخضع للحس والتجربة فليس القول به من العلم، فالعلمانية إذن نشأت من معنيين معنى كانت اليهودية تريد أن تقاوم السلطة حتى تتخلص من نفوذ الملوك ليتلقوا من الكهنوت اللعن وكان واجبًا في كل أسبوع أن تخطب الكنيسة بلعن اليهود وبأمر الملك وإذا لم يخطبوا فإنهم يكونون ملعونين، فاليهودية تخلصت بذلك فأصدرت المعنى الأخير في المعرفة العلمية التجريبية بالاتفاق مع العلماء بإقصاء الدين كله، هذا معنى ثان وليس هو المعنى الأول لكن المعنى الثاني أصبح أخطر لأنه يمشى ليس على أساس عداء ما بين اليهود والكنيسة وإنما أصبح دستورًا في نظام اليونيسكو، ولا يجوز أن يسمح للمدارس ابتدائية وثانوية وعالية أن يدرس فيها الدين باسم العلمانية، ومن الأسف أن هذا التعريف موجود في كل الكليات التربية بدون استثناء في جميع الجامعات بالعالم الإسلامي، ومن الواجب أن يتفرغ مؤتمر المجمع الفقهي للتنبيه على هذا التعريف وضرورة تعديله، كما كنت اقترحته في مجتمع دولى عام عقد في سنة تسعمائة وثمانية وسبعين في هيروشيما بطلب من مائة عالم من علماء الذرة المتطورة وأرادوا أن يعقدوا ذكرى إلغاء القنبلة الذرية في هيروشيما في نفس الموعد تحت عنوانه " أما آن للعلم أن يصطلح مع الدين " ودعا هؤلاء العلماء ممثلوا الأديان الثلاثة دعوا البابا فأرسل كردينالًا ودعوا أيضا البوذية فأرسلت أكبر عالم عندهم ودعوا المملكة السعودية بإعتبارها تمثل الإسلام فانتدبت فكان لى شرف أن أمثل باسم الإسلام وعن طريق المملكة بأن أحضر هذه الندوة، فأنا ذهبت وليس عندى من عنوان وخلفيات غير العنوان الذي وضعوه:(أما آن العلم أن يصطلح مع الدين) فتوليت كتابة كلمة الإسلام، وبنيت بأن الإسلام يولى العلم أهمية قصوى حيث يعرض كل شيء على العقل والفكر والعلم، وقد جاء في غير آية من القرآن، لقوم يعقلون، لقوم يتفكرون، لقوم يعلمون.......إلخ