وإذا كانت الحجج قد قامت على صحة الأحاديث النبوية فإن هؤلاء المنكرين المبطلين مطالبون بأن ينقضوا هذه الحجج أولًا، ثم يؤكد مزاعمهم بأدلة وبراهين وما هم بمستطيعين هذا، ولا هم بقادرين على ذلك، وقد غبروا في هذه المحاولات السنين وراء السنين، وتطاول زمن الحقد بهم فعجزوا وراحوا يتخبطون في غير هدى، لكنها الرغبة الملحة في تشويه المصدر الثاني للإسلام وهو السنة النبوية المشرفة كي لا يواجهوا بجيل جديد من المسلمين يحسن التمسك بالسنة المطهرة، فينصر الله بهم دين الإسلام، ويحسن إقامة الحق والميزان، ويزرع العدل والإحسان في البشرية كلها.
وهكذا لم يصل المستشرقون إلى ما يريدون من زعزعة اعتقادات المسلمين وخلخلة تمسكهم بإيمانهم وسنة نبيهم، وقد ردد بعض من المسلمين بعض الأفكار الاستشراقية (١) ولكنها لم تجد أيضًا آذانًا صاغية من المسلمين.
(١) د. مصطفي السباعي، السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي: ص ١٩٦