للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا مجمل للاتهامات التي وجهت إلى السنة المشرفة، وجميع هذه الادعاءات لا يستند إلى دليل ولا برهان.

ومن الأمور التي لا يختلف فيها اثنان من أهل العلم المحققين أن الأمة الإسلامية هي الوحيدة من بين أمم الأرض، التي حافظت على القرآن والسنَّة، ويشهد بذلك التاريخ نفسه والمنصفون من المؤرخين. يقول أحد العلماء في الرد على (ماكدونالد) وغيره من أعداء الإسلام: (وقد عني المسلمون بحفظ أسانيد شريعتهم من الكتاب والسنة بما لم تعن به أمة قبلهم، فحفظوا أسانيد شريعتهم من الكتاب والسنة بما لم تعن به أمة قبلهم، فحفظوا القرآن ورووه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تواترًا آية آية وكلمة كلمة وحرفًا حرفًا، حفظًا في الصدور، وإثباتًا بالكتابة في المصاحف حتى رووا أوجه نطقه بلهجات القبائل، ورووا طرق رسمه في المصحف، وألفوا في ذلك كتبًا مطولة وافية. وحفظ المسلمون أيضًا عن نبيهم كل أقواله وأفعاله وأحواله، وهو المبلغ عن ربه والمبين لشرعه والمأمور بإقامة دينه، وكل أقواله وأفعاله بيان للقرآن، وهو الرسول المعصوم والأسوة الحسنة، قال تعالى: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} (١) , وقال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} (٢) . وقال أيضًا: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} (٣) . وكان عبد الله بن عمرو بن العاص يكتب كل شيء يسمعه من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فنهته قريش فذكر للرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: ((اكتب فوالذي نفسي بيده، ما خرج مني إلا حق)) (٤) , ففهم المسلمون من كل هذا أنه يجب عليهم أن يحفظوا عن رسولهم كل شيء، وقد فعلوا وأدوا الأمانة على وجهها ورووا الأحاديث عنه بعضها متواترًا إما لفظًا ومعنى وإما معنى فقط، وبعضها يعرف بالأحاديث الصحيحة الثابتة مما يسمى الحديث الصحيح والحديث الحسن، ولم يحتجوا في دينهم بغير هذه الأنواع التي لا يعارض فيها إلا جاحد أو مكابر) (٥) .


(١) سورة النجم: الآيتان ٣ , ٤
(٢) سورة النحل: الآية ٤٤
(٣) سورة الأحزاب: الآية ٢١
(٤) رواه أبو داود بإسناد صحيح، وأحمد في مسنده.
(٥) دائرة المعارف الإسلامية: ٤/ ٢٧٤

<<  <  ج: ص:  >  >>