للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن دوائر المعارف التي عبثت بالقرآن الكريم وتعمدت تشويهه كتاب (دائرة المعارف الإسلامية) وبخاصة من كَتَبَ منهم في التعريف بكلمة (الله) سبحانه وتعالى، وهو المستشرق الحاقد الخطر (ماكدونالد) حيث أساء هذا المستشرق وأخطأ وتخبط وأضر بنفسه وبالحقيقة العلمية أكثر مما أضر بالإسلام أو بالقرآن الكريم أو بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

وإن المطلع على ما كتبه هذا المستشرق في دائرة المعارف (١) يرى ما تخبط فيه هذا الكاتب من جهل بتاريخ العقائد عند الجاهلين، ولا يعرف أصول التعبير العربى الصحيح، وقد أعماه تعصبه عن الحق، فقد اتهم هذا المستشرق القرآن بأنه من عند محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وليس من عند الله، وتلك هي الطعنة التي يوجهونها للقرآن ويلحون في إثباتها بقول (ماكدونالد) في حديثه ذاك: ( ... كما أنه من المحقق أن أهل مكة جعلوا بينه وبين الجِنة نسبًا.. وجعلوهم شركاء لله.. وقدموا لهم القرابين وكانوا يعوذون بهم، ولسنا نعلم علم اليقين: هل كانت قد وجدت لديهم فكرة عن الملائكة، أو أنهم جعلوهم شركاء لله، وربما كان هذا تفسيرًا من عند محمد) (٢) .

والذي يعيننا من هذه العبارة ادعاؤه أن القرآن الكريم تفسير من عند محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ والعجيب أنه بينما يدعى هذه الدعوة الباطلة تجده يعتمد في كلامه أحيانًا على آيات قرآنية. وممن قال بمثل رأي هذا المستشرق مستشرق آخر وهو (جب) فقد تحدث هو الآخر عن القرآن الكريم وأنه من تأليف محمد فيقول: (إن محمدًا ككل شخصية مبدعة قد تأثر بضرورات الظروف الخارجية المحيطة به من جهة، ثم هو من جهة أخرى قد شق طريقًا جديدًا بين الأفكار والعقائد السائدة في زمانه والدائرة في المكان الذي نشأ فيه) .


(١) دائرة المعارف الإسلامية: ٤/ ٢٤٤، طبعة دار الشعب بالقاهرة.
(٢) : دائرة المعارف الإسلامية: ٤/ ٢٤٤، طبعة دار الشعب بالقاهرة

<<  <  ج: ص:  >  >>