وللأسباب التي ذكرتها وغيرها مما لم أتطرق إليه ـ فإن الدراسات الاجتماعية والتربوية المعاصره تعتبر (صناعة الإعلام) من أخطر وأهم الصناعات على الصغير والكبير، المتعلم والأمى، والمسلم وغير المسلم.
وإذا كانت الانقلابات العسكرية تستهدف أول ما تستهدف الاستيلاء على الإذعة والتلفاز، فإن أجهزة الغزو الفكري تستهدف ذلك بنفس الدرجة وبذات الأهمية، ولكن بطريق ذكية، وبناء على خطة بعيدة المدى.
وإذا كانت المجتمعات الإسلامية تشكو من ارتفاع نسبة الأمية الأبجدية، فلتكن السيطرة الغازية إذن على المسموع والمشاهد، ولتستمر بذلك الأمية الأبجدية، ولتضاف إليها أمية دينية، وأمية ثقافيه، ولتحل محلها شخصيات ممسوخة قد تحللت من الدين عقيدة وشريعة.
وقد أوصى المؤتمر العالمى لتوجيه الدعوة وإعداد الدعاة المنعقد في عام ١٣٩٧هـ الموافق ١٩٧٧م بالمدينة المنورة ـ على ساكنها أفضل الصلاة وأزكى السلام ـ وقد ندد هذا المؤتمر بحال الإعلام في البلاد الإسلامية:(ويندد المؤتمر بالهوة السحيقه التي تردى فيها إعلامنا ولا يزال يتردى، عن علم القائمين به أو عليه أو عن جهل منهم، فبدلًا من أن يكون الإعلام في البلاد الإسلامية منبر دعوة للخير، ومنار إشعاع للحق صار صوت إفساد وسوط عذاب.. وسكت القادة فأقروا بسكوتهم أو جازوا ذلك فشجعوا وحموا.. وزلزلوا الناس في إيمانهم وقيمهم ومثلهم، ولم يعد الأمر يحتمل السكوت من الدعاة إلى الحق)(١)