للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحينما تسلمت أمريكا راية الحرب الصليبية اليهودية ضد الإسلام ـ تميز عهدها بتغيرات جذرية في (اللعبة) السياسية.

فقد استخدمت لحرب الإسلام في المنطقة العربية بالذات عنصرين جديدين تمامًا، ولا عهد للمنطقة بهما: أولهما الانقلابات العسكرية يتلخص في الآتى:

١- لأنها تلبى الأوامر الخارجية، وتلتزم بها حرفيًّا، وهذا راجع إلى ما تعلموه في الحياة العسكرية.

٢- لأن سيطرتها على الحكم أقوى , وتستطيع أن تقضي على أي معارضة.

٣- وقد أعدت إعدادًا خاصًّا يجعلها (علمانية) و (غربية) لا تنكر الإنحلال لنفسها ولا لغيرها، ومن ثم فهي أنسب الفئات لتنفيذ مخطط الإبعاد من الإسلام.

٤- أنها تقطع الطريق على أي عناصر دينية تريد أن تصل إلى الحكم عن الطريق الشعبي العادي (١) .

... إلى غير ذلك من الوسائل التي يمكن بها السيطرة على الحكم في أي بلد ويظهر لنا من كل ما تقدم أن أعداء الإسلام قد اتفقوا على علمنة التعليم وعلمنة الإعلام، وعلمنة المجتمع كله عن طريق المرأه والشباب ... ليبتعد بذلك عن الإسلام. ونجد ذلك في الدول الإسلامية رغم اختلاف نظم الحكم الحاكمة.. لأن التغيير السياسي وإن اختلف أسلوبه.. فالهدف لا يختلف وهو التغيير الاجتماعي أو التغريب، أو بعبارة أوضح: الإبعاد عن الإسلام.

وهو في نفس الوقت أن تتجه الأمة الإسلامية إتجاهًا علمانيًّا وطنيًّا أو قوميًّا، وهو في بدايته ونهايته اتجاه دخيل، يتخذه الغرب قبلة وإماما في جل شؤون الحياة، وعلى هذا الأساس يمكن الإشارة إلى عناصر هذا الاتجاه كما طبقت في العالم الإسلامي؛ وأهم هذه العناصر والمقومات هي:

١- العلمانية، بمعنى فصل الدين عن الدولة.

٢- النزعة الوطنية والقومية.

٣- الاقتصاد الرأسمالي والإقطاعي.

٤- الحرية الشخصية ـ بالمفهوم الغربي ـ وخاصة حرية في التبرج والاختلاط.

٥- التمكين لقوانين الأجنبية الوضعية.

٦- ظهور الحياة النيابية البرلمانية وإعلان أن الأمة مصدر السلطان.

وكان لهذه العناصر أثر بارز في حياة الأمة الإسلامية المادية والروحية، الفكرية والسلوكية، الفردية والاجتماعية (٢) .


(١) أساليب الغزو الفكري للعالم الإسلامي: ص ٥٣
(٢) الحلول المستوردة وكيف جنت على أمتنا: ص٤٦، انظر الإسلام والمدينة الحديثة: ص ٢٣

<<  <  ج: ص:  >  >>