للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد اتخذت هذه الجهود صورتين مختلفتين على فترتين متميزتين من الزمن، وإن كانت الفترة الثانية قد اعتمدت على الأولى اعتمادًا كبيرًا.

المرحله الأولى: تمتد بصفة عامة إلى الحرب العالمية الثانية، حيث كانت السيطرة الصليبية (اليهودية) في يد بريطانيا وفرنسا، وهما اللتان تقومان ـ أساسًا ـ بمحاربة الإسلام، وزحزحة الأمة الإسلامية عنه.

وتبدأ المرحله الثانية: من بعد الحرب العالمية الثانية، حيث انتقلت السيطرة الصليبية (اليهودية) إلى أمريكا، وتولت هي ـ أساسًا ـ حرب الإسلام، وإن كان حرب الإسلام ـ دائمًا جهدًا مشتركًا بين كل أعدائه. يقوم كل منهم بنصيبه فيه. (١) .

وقد كان الشعار المرفوع في الفترة الأولى هو (الوطنية) من جهة و (الديمقراطية) من جهة أخرى، والذي يقوم باللعبة هو الأحزاب السياسية التي صنعها الغرب لتخدم أهدافه بعملية (التغريب) .

ولم يكن الإسلام في هذه الفترة يحارب حربًا دموية عنيفة ـ وإن كانت الحرب الدموية وقعت في نهاية هذه الفترة ـ وإنما تسلل أعداء الله إلى المسلمين عن طريق الغزو الفكري، وعن طريق الغزو الفكري، وعن طريق مناهج التعليم ووسائل الإعلام، وعن طريق إخراج المرأة إلى الشارع وإفساد أخلاقها وتحويلها في (فتنة) لنفسها وللرجل , وعن طريق إيجاد مؤسسات لا تحكم بما أنزل الله، وإعطائها ثقل (الأمر الواقع) الزعم بأنها هي الصورة الوحيدة الممكنة.

في تلك الفترة عني المخططون بعدم مهاجمة الدين هجومًا صريحًا مباشرًا ـ وإن هوجم تحت شعار محاربة (التقاليد) العتيقة البالية ـ وقد قلص الإسلام من الحياة العامة تقليصًا لعامة تقليصًا كبيرًا، ونحيت الشريعة الإسلامية عن الحكم.


(١) واقعنا المعاصر: ص٣٤٨

<<  <  ج: ص:  >  >>