ويذكر الأستاذ أبو الحسن الندوى في كتابه (الصراع بين الفكرة الإسلامية والفكرة الغربية) : أن الأفغانيين الذين خلعوا ملكهم
أمان الله خان لأنه سمح لزوجته أن تخرج سافرة قبلوا بعد ذلك أن يلغوا الحجاب، وتم ذلك عن طريق القابلات ودور الولادة الطبية التي أنشأها المبشرون. وقد صنف القسيس زويمر كتابًا جمع فيه بعض تقارير عن التبشير وسماه (العالم الإسلامي اليوم) .
جمع هذا الكتاب ونشره القسيس (فلمينغ) الأمريكي وكتب عليه هذه الكلمة (نشرة خاصة) بمعنى أنه طبع لينتقل في أيدي فئة خاصة من رجال التبشير لا ليطلع عليه كل الناس , وقد ضمّنه المباحث التي دارت في مؤتمر القاهرة واختتمه بنداءين استنهض بأحدهما همم رجال النصرانية ليجمعوا قواهم ويتضافروا بأعمال مشتركة وعمومية فيستولوا على أهم الأماكن الإسلامية، والنداء الثاني خاص بأعمال نسائية.
أما الفصل الأول من الكتاب فيبحث في الطريقة التي ينبغي انتهاجها في التبشير، وعما إذ كان مفيدًا ضم إرساليات تبشير المسلمين إلى إرساليات تبشير الوثنيين وفضّل بقاءهما منفصلين.
وفيه البحث أيضًا عما إذا كان الإله الذي يعبده المسلمون هو إله النصارى واليهود أم لا؟ وقد صرح (الدكتور لبسيوس) في مؤتمر القاهرة بأن إله الجميع واحد إلا أن القسيس زويمر خالفه في هذا الرأي فقال: إن المسلمين مهما يكونوا موحدين فإن تعريفهم لإلههم يختلف عن تعريف المسيحيين، لأن إله المسلمين ليس إله قداسة ومحبة.
وفي الفصل الثاني والثالث بحث في الصعوبات التي تحول دون تبشير المسلمين العوام, وذكر الوسائل التي يمكن استجلابهم بها وتحبيب المبشرين إليهم، وأهم هذه الوسائل العزف بالموسيقى الذي يميل إليه الشرقيون كثيرًا، وعرض مناظر الفانوس السحرى عليهم، وتأسيس الإرساليات الطبية بينهم ... إلخ، وقد بحث مؤتمر القاهرة التبشيرى الذي عقد سنة ١٩٠٦م مسألة إرساليات التبشير الطبية، فقام المستر (هارير) وأبانَ وجوب الإكثار من الإرساليات الطبية، لأن رجالها يحتكون دائمًا بالجمهور، ويكون لهم تأثير على المسلمين أكثر مما للمبشرين الآخرين. وهنا ذكر (المستر ربر) حكاية طفلة مسلمة عني المبشرون بتمريضها في مستشفي مصر القديمة , ثم ألحقت بمدرسة البنات البروتستانية في باب اللوق، وكانت نهاية أمرها أن عرفت كيف تعتقد بالمسيح بالمعنى المعروف عند النصارى، إلى غير ذلك من الأمثلة.