للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(ج) نسبوا إلى القرآن الكريم أخطاء تاريخية ـ في زعمهم ـ كحديثه عن هامان الذي ذكره القرآن وزير الفرعون مع أنه كان بينه وبين فرعون ألف سنة ولم يكن وزيرًا له بل كان وزيراٍ للملك أحشويروش ملك الفرس، كما جاء في سفر (استير) يشيرون بذلك إلى قوله تعالى: {إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ} (١) .

وقوله: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ} (٢) .

وللرد على هذا الزعم نقول:

١- لا مانع أن يكون هناك أكثر من شخص باسم هامان في قرون مختلفة.

٢- إن فرعون لقب ملك مصر في زمن موسى عليه السلام وليس اسما لشخص، فلا مانع أن يكون قد استوزر هامان أكثر من فرعون أو ملك.

٣- أنهم اعتمدوا على سفر من أسفار التوراة، وقد علمنا ممن الفقرات السابقة أن القرآن أصدق منها لأنه محفوظ بعناية الله، وهي امتدت إليها أيدي التحريف فلا يحتج بالمحرف على الصحيح، بل العكس هو الصحيح، وقد أكد ذلك الدكتور عبد الجليل شلبي فقال: (جاء اسم هامان في أوراق بردية (٣) . أما هامان استير فشخصية خيالية والدارسون المحدثون يثبتون أن قصة استير كلها قصة موضوعة خيالية لا أصل لها ورجحوا أنها مقتبسة من أسطورة بابلية قديمة، ولكنها صورت إلى ما يناسب طبيعة اليهود من اعتمادهم على النساء في التجسس، ودفعهن إلى الملوك والقواد لاستمالة قلوبهم بجمالهن وإغرائهن بمفاتن أجسادهن ... ويرى الباحثون أن القصة وضعت نموذجًا لتحتذيه الإسرائيليات، أما أدلة كذبها فهي أنها لم تذكر في غير التوراة) (٤) . فليس هناك إذن خطأ تاريخي ولا غيره، إنما إفك وافتراء اخترعه أعداء القرآن ليلحقوا به أي نقص، وأنىَّ لهم ذلك؟


(١) سورة القصص: الآية ٨.
(٢) سورة غافر: الآية ٣٦
(٣) يريد أنه مصري لا فارسي
(٤) رد مفتريات على الإسلام: ص ١٥٨ـ١٥٩

<<  <  ج: ص:  >  >>